الكوارث الطبيعية – بقلم : د. هند الشومر
تعرف الكوارث الطبيعية حسب منظمة الأمم المتحدة انها حالات مفجعة يتأثر من جرائها نمط الحياة اليومية فجأة ويصبح الناس في حاجة إلى الحماية وتوفير الملجأ لهم، بالإضافة إلى العناية الطبية والاجتماعية والاحتياجات الأخرى، وتتنوع هذه الكوارث، إذ تشمل العواصف والأعاصير والفيضانات والهزات الأرضية والانفجارات البركانية وتنتج عنها خسائر بشرية ومادية واقتصادية وبيئية واسعة النطاق.
وتتنوع أسباب الكوارث الطبيعية وأهمها الأنشطة التي تحدث داخل القشرة الأرضية بما فيها توترها الذي كلما تزايد تنجم عنه الزلازل، وكذلك فإن الأرض تتكون من الصفائح التكتونية والتي قد تصطدم ببعضها محدثة الزلازل أو البراكين أو موجات تسونامي، وبذلك تؤدي جميعها إلى كوارث مناخية وجيولوجية مثل الزلازل والبراكين والفيضانات والأعاصير والعواصف أو إلى كوارث بيولوجية مثل الأوبئة والآفات الزراعية والحشرات البيئية ومن ثم تؤثر الكوارث في التنمية المستدامة والتي يسعى الجميع لتحقيقها مستقبلا.
وتحدث الكوارث الطبيعية دون الاستعداد لها ودون توقعها في معظم الأحيان. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل أعد الإنسان العدة لنفسه للاستفادة منها عند حدوث أي كارثة من تلك الكوارث أو إن جاء أجله سريعا جراء أي كارثة من تلك الكوارث؟ لابد من الاستعداد للقاء الله في أي لحظة لأن الأعمار بيد الله ولا يعرف كل إنسان متى ينتهي أجله، فالعمل الصالح الخالص لوجه الله تعالى بالإضافة إلى القيام بالعبادات التي أمرنا بها الله عز وجل هي المنجي الوحيد من العذاب ومن كل الكوارث التي قد تحدث في أي وقت من الأوقات. قال تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ـ التوبة: 105).
إن الحياة هي الجسر الذي نسير عليه للقاء الآخرة ومن الواجب علينا أن نعبدالله عبادة صادقة ونقوم بكل الأعمال التي ترضيه وترضي رسوله الكريم لنظفر بالجنة التي نتطلع إلى البقاء الأبدي بها، وقد تحدث الكوارث والأزمات لتجدد نشاطنا بالعمل للقاء الله وتذكيرنا بالآخرة. وبذلك يقع على الجميع مسؤولية العمل الدؤوب للحصول على رضى الله، سواء كان بالمساعدات التي يقدمها الجميع للمتضررين من هذه الكوارث الطبيعية أو بالتعاون مع الجميع لإصلاح ما أفسدته تلك الكوارث وإعادة البناء أو بإيواء من يمكن إيواؤه في تلك الظروف الحرجة والدعاء لكل المتضررين بالصحة والعافية حيث اننا جميعا نعيش في عالم واحد.