لحظات “صادمة” لتماسيح ضخمة تنقذ كلباً صغيراً
فيما يبدو أنه مظهر للتعاطف بين الحيوانات.. رُصدت مجموعة من التماسيح وهي تنقذ كلباً ضالاً طاردته كلاب وحشية أخرى، ما أدى إلى لجوئه إلى النهر.
وتمت ملاحظة الحادثة والإبلاغ عنها في دراسة علمية تفحص القدرة العاطفية والسلوك والإدراك لدى الزواحف.. ولاحظ الباحثون في الهند اختلاط الكلاب الضالة بين التماسيح التي تأخذ حمامات الشمس في نهر سافيتري في الهند، وأبلغوا عن النتائج في دراستهم المنشورة في مجلة Journal of Threatened Taxa.
والمثير للدهشة، وفقاً للعلماء، أن التماسيح لم تظهر أي علامات عداء تجاه هذه الكلاب، ما يشير إلى شكل من أشكال التعود المتبادل.. ومع ذلك، كانت هناك حالات افتراس من قبل التماسيح للكلاب، ما يسلط الضوء على عدم القدرة على التنبؤ بهذه التفاعلات.
ولجأ كلب صغير، يبدو أنه تعرض للمطاردة من قبل مجموعة من الكلاب الوحشية، إلى النهر.. وفي تلك اللحظة، شوهدت ثلاثة تماسيح بالغة تطفو في مكان قريب، بعد أن لفت الكلب المذعور انتباهها.. وفي البداية، بدا الأمر وكأنه غريزة افتراس كلاسيكية، ولكن حدث شيء غير متوقع.
ولاحظت الدراسة “ما بدا في البداية أنه غريزة افتراس كلاسيكية لدى التماسيح تجاه الفريسة الضعيفة، سرعان ما تبين أنه سلوك أكثر تعاطفاً من قبل اثنين من التماسيح الثلاثة التي وجهت الكلب بعيداً عن الموقع الذي كان من المفترض أن يكون فيه، وأضاف الباحثون “كان الكلب عرضة للهجوم من قبل مجموعة من الكلاب الوحشية المنتظرة على ضفة النهر.. كانت هذه التماسيح في الواقع تلمس الكلب وتدفعه للتحرك أبعد من أجل الصعود الآمن على الضفة والهروب في النهاية”.
وأثارت هذه الحادثة المذهلة الفضول والنقاش بين الباحثين، وبينما كانت التماسيح على مسافة قريبة، اختارت عدم إيذاء الكلب.. واقترح الباحثون أن هذا قد يكون حالة من السلوك الواعي، ما يشير إلى شكل من أشكال “التعاطف العاطفي” بين هذه الزواحف.
وادعى الباحثون أنه غالباً ما تتم الاستهانة بالزواحف عندما يتعلق الأمر بقدراتها المعرفية، ويرجع ذلك جزئياً إلى الاعتقاد الخاطئ بأنها في المقام الأول مخلوقات خاملة ومدفوعة بالغريزة.. ومع ذلك، فقد تحدت الدراسات الحديثة هذه التحيزات، وكشفت عن مجموعة من السلوكيات المعقدة، بما في ذلك استخدام الأدوات، بين أنواع الزواحف.
ووفقاً للدراسة، فقد لوحظ أن بعض التماسيح تستخدم الأدوات والطُّعم لجذب الفرائس، وهو سلوك كان يُعتقد في السابق أنه يقتصر على الثدييات.. كما أنها تعرض إستراتيجيات صيد متطورة، مثل استخدام النباتات للتمويه أو الطُّعم لتحسين نجاح الصيد، بحسب صحيفة ميرور البريطانية.