السياحة الداخلية – بقلم : مفرح العنزي
قبل نحو اسبوع تعرض سائح كويتي للاعتداء بالضرب من قبل افراد في تركيا، وهذه الحادثة مرفوضة أخلاقيا واجتماعيا وما زاد الامر سوءا انه لم يكن وحده بل كانت اسرته معه اثناء هذه الحادثة التي اصبحت حديث الناس شرقا وغربا.
هذه الحادثة لها جوانب متعددة، يلفت أحدها أنظارنا إلى السياحة الداخلية في الكويت والتي تحتاج إلى الكثير من العمل لأنها تقريبا تكون تكاد تكون معدومة.
هذا الأمر انعكس على المواطن الكويتي الذي ذهب الى البحث عن السياحة خارج الكويت متحملا بذلك عناء ومشقة السفر مع اطفاله وكذلك المشاكل المتعددة كالنصب والاحتيال والضرب ولإنفاق الكثير من الاموال لأجل أسرته التي استهلكت حصتها بالسياحة لعدة مرات بالسنة في المجمعات التجارية ولا يلامون في ذلك اذ ليس لديهم خيار آخر.
والغريب في الأمر أن كل مقومات السياحة داخل الكويت متوافرة مثل الارض والتمويل والافكار الابداعية والمكاتب الهندسية وشركات المشروعات الصغيرة والمتوسطة والزبائن الدائمين وما يزيد السياحة الداخلية جمالا هو أن دينارنا بديرتنا ولم يهاجر مع السائح الى الخارج. وهذا يعني أيضا تنوع مصادر الدخل بعيدا عن الاعتماد الكلي على النفط.
ومن جهة اخرى وكما يقول لي احد الاصدقاء ان السياحة تفرغ الطاقة السلبية الناتجة عن ضغوط الحياة والعمل وكأنها نقطة اعادة التشغيل وأنا مستعد ان انفق المال في السياحة داخل الكويت ومهما كان حجم الاموال التي سأنفقها داخل الكويت على السياحة لن تصل بكل الاحوال الى ثلث المال الذي سأنفقه على السياحة خارج الكويت واضف الى ذلك عدم تعرضي الى المشاكل المحتملة في رحلتي السياحية خارج الكويت، اما في الكويت فلا توجد مشاكل سياحية تستحق الذكر.
هكذا يتضح لنا أن وجود مرافق سياحية هو أمر حيوي مهم وداعم لاستقرار نفسية المواطن ولم شمل الأسرة بصفة دورية للحفاظ على ابنائها من رفقاء السوء.
باختصار المواطن بحاجه الى سياحة داخلية نموذجية راقية تتمثل في المدن الترفيهية والمنتجعات السياحية والرحلات البرية والبحرية والمناسبات السنوية مثل العيدين (الفطر والأضحى) وعيدي الاستقلال والتحرير، وعيد الربيع وهو مشابه إلى حد ما لفعاليات ارض الشتاء اضافة الى هلا فبراير وغير ذلك من المناسبات التي يمكن استغلالها في مجال السياحة الداخلية، وكل ذلك لن يتم الا برعاية حكومية لهذا الاتجاه.