ماذا يحدث للإنسان في منامه؟! .. بقلم : يوسف عبدالرحمن
y.abdul@alanba.com.kw
ما أحوجنا إلى بحث علمي وفقهي يناقش أسرار النوم من منظور إسلامي!
النوم من المكونات الأساسية لحياة الإنسان التي لا يستطيع العيش من دونه، وربما ينام الإنسان ثلث حياته يزيد أو ينقص!
الأبحاث الجديدة كشفت أن الإنسان عندما ينام يتأثر من الناحيتين الجسدية والنفسية، وان تأثيرات هذه العوامل تقلل من النوم، وبالتالي ربما يؤدي هذا إلى الموت!
ولا يزال ملف النوم مجهولا وفيه من الأسرار الكثيرة التي لم يتوصل لها الإنسان!
يبقى السؤال: في شريعتنا وديننا عشرات، بل مئات القضايا التي هي بحاجة إلى إعادة نظر وطرحها على مائدة السؤال والجواب، لنعرف أسرارها وعلى رأسها النوم!
٭ الموتة الصغرى!
نعم الله علينا كثيرة في الحياة لا تعد ولا تحصى، يقول تعالى في محكم التنزيل: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار) إبراهيم 34.
النوم نعمة.. نعم، ومن أعظم النعم علينا ورحمة من الله لترتاح الأبدان، والنوم من أسرار الخالق الدالة على قيومته ووحدانيته، ويسمى النوم الموتة الصغرى لأنه موت مؤقت.
لقد كره العلماء نوم الصبحة لضرره على البدن فهو ينهك الجسد ويورث الأمراض!
رسولنا صلى الله عليه وسلم قدوتنا، حيث كان ينام أول الليل ويقوم آخره، وأعدل النوم وأنفعه للبدن والأعضاء كما يقول الأطباء 8 ساعات في اليوم والليلة، أي ما يعادل ثلث الليل والنهار، وإن لم يأخذ الإنسان كفايته من النوم يضر بنفسه ويعرض جسده للتلف والهلاك، وإذا نام زيادة اعتاد الخمول والكسل، وقد قيل في القول المأثور: «من لزم الرقاد عدم المراد»!
قال الحسن البصري: توبوا إلى الله من كثرة النوم والطعام.
وقال ابن قدامة المقدسي: ينبغي ألا ينام حتى يغلبه النوم، فقد كان السلف لا ينامون إلا غلبة، يقول الضحاك، رحمه الله: أدركت أقواما يستحيون من الله في سواد هذا الليل من طول الضجعة.
يقول العلامة ابن تيمية: والروح المدبرة للبدن التي تفارقه بالموت هي الروح المنفوخة فيه وهي نفس التي تفارقه بالموت!
قال ابن كثير: يخبر الله تعالى أنه يتوفى عباده في منامهم بالليل وهذا هو التوفي الأصغر.
تبقى الحقيقة أن النوم من آيات الله، خاصة ونحن نعلم أن القلم مرفوع عن المكلف كونه فاقد الأهلية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رفع القلم عن ثلاثة: النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يشب وعن المعتوه حتى يعقل».
ونحن على مقاعد الدراسة وفي بحثنا عن تثقيف أنفسنا عرفنا أن النوم حالة فسيولوجية ليست مفهومة!
وهناك من يقول إن النوم حالة جسدية فسيولوجية يحتاج إليها الكائن الطبيعي!
وهناك من يرى أن النوم حالة إمساك القوى النفسانية عن أفعالها ومنها الإحساسات وقوة التحريك!
وهناك من يرى أن النوم هو رجوع الحواس عن الحركة وسكون النفس وانقباضها مع الحرارة الغريزية من الدماغ الى داخل الجوف وبخارات معتدلة تصعد من الجوف إلى الدماغ!
وهناك من يطلق نظرية النوم الكيماوية!
والنصيحة أن تحرص على القيلولة الصغيرة لاستعادة القدرة على التركيز وتحسين الأداء!
٭ ختاماً
– النوم حالة طبيعية متكررة يتوقف فيها الكائن الحي عن الحركة، وتصبح حواسه معزولة عما يحيط به من أحداث.
– يحصل لمختلف أجهزة الجسم لدى النوم حالة من الراحة والاستجمام.
– تتناسب حاجة الإنسان للنوم طردا مع مقدار ما يصيبه من تعب!
– حرمان الإنسان من النوم مضر جدا ويؤدي إلى الهلاك!
– النوم من أقوى الأسباب المعينة على تخليص الدماغ من الارتباك والإرهاق والإجهاد.
– النوم أنواع منه الحالم والتقليدي والهادئ.
– يتغير مع النوم إفراز الهرمونات من الغدد الصماء أثناء النوم.
بعد هذه الجولة يتبين لنا أهمية النوم للإنسان وحاجته الضرورية.
تذكروا أعزائي القراء: إن النوم الجيد يساعد على الحياة الطبيعية وينعش الذاكرة ويُقلل من كل الأضرار المحتملة، خاصة المناعية للجسم!
ما أحوجنا الى فقه الواقع ومناقشته من منظور إسلامي! فمتى نبدأ؟
عزيزي القارئ: النوم شيء ضروري للإنسان وغريزي كالأكل والشرب لا يستغني عنه لمتابعة دوره في إعمار الأرض، وهكذا اقتضت حكمة الله سبحانه بأن جعل نوم البشر سباتا في الليل ومعاشا في النهار.