6 أكتوبر قدوة الانتصارات – بقلم : محمد الصقر
«مصيرنا واحد وشعبنا واحد وهدفنا واحد»، ذلك هو عنوان عبور 6 أكتوبر على يد فرسان الكنانة وسواعد إخوة لها بالعروبة والإسلام، حيث رفعت رايات أكتوبر الباهرة الخفاقة رؤوس جميع أفراد هذه الأمة العربية الأبية، وردت اعتبارها بعد حروب عربية لم يتحقق فيها الانتصار لأسباب تآمرية كان هدفها تنكيس أعلام أمتنا العربية خلال أوج حماسها العروبي وتركيع شعاراتها.
وفي هذه الحرب الخالدة كانت «شفرة النوبة» التي أربكت أبناء صهيون، ليتم الحسم والنصر باسم الإسلام والعروبة، ذلك الانتصار الذي يعلم الأجيال المتعاقبة الفارق بين نصرة الحق بالقوة والبحث عنه بغيرها، فقد اندحر الباطل أمام سواعد أبناء أمتنا العربية وفلذات أكبادها عندما صدم الصهاينة بعبور القناة وضرب الخنادق وتدمير الدشم والحصون على رؤوس من فيها من الأعداء الغاصبين تحت صليل أصوات زخات الرصاص وسيمفونية نارية بقذائف تهوي على الصهاينة من السماء وتصيبهم منطلقة من الأرض، مع رعب دب في قلوبهم من ترديد الشعار الخالد «الله أكبر» الذي كان يدوي ليس فقط في ميدان المعارك، بل على مآذن المساجد، وقباب الكنائس معلنا توحد الأمة بكل ألوانها على دحر الظالمين.
هكذا جاءت الحرب تفعيلا لنداء الزعيم الراحل جمال عبدالناصر الذي قال فيه «ما أخذ بالقوة لا ترده سوى القوة»، فكان نجومها من أتى بعده من رؤساء مصر الغالية والعروبة كافة محمد أنور السادات ونائبه محمد حسني مبارك، قائد سلاح الطيران الممهد للعبور في هذه الحرب، وكذلك روميل العرب للجبهة الذهبية الفريق سعدالدين الشاذلي والفريق محمد فوزي ومثله كثير ممن رسموا وخططوا ونفذوا الانتصار الكبير بعبور 6 أكتوبر، ثم ما تلا ذلك من تفاوض لتسليم المواقع لأهلها الكرام وهي بصمة لا تراجع عنها لمزيد من الانتصارات السياسية، والعسكرية. وتبقى مصر العروبة تاجا يحترم ذاته بكل أوقاته، يا أم الصابرين، دنيا ودين.