جرح غائر – بقلم : مشعل السعيد
ما نراه في غزة إنما هو غزة في القلب، وغصة في الفم، وجرح غائر ليس له شفاء، إن المآسي التي نشاهدها أبكت عيوننا، وحرقت قلوبنا، إنها يا سادة إبادة جماعية لم تستثن أحدا، لا الرضيع ولا الشيخ الكبير ولا الطفل ولا المرأة المسنّة بلا أدنى شفقة ورحمة، حتى بيوت الله لم تسلم، فقد دُكت بالصواريخ وسويت بالأرض، وهذا أمر الله الذي لارادّ له، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
فآلامنا لا توصف، وحزننا لايقف عند حد، فالمصاب جلل، والأمر خطير جدا، وربما خفف بعض آلامنا ما قامت به حكومتنا من إطلاق حملة إنسانية عاجلة لإغاثة أهلنا المحاصرين هناك تحت ظل قصف وحشي لا يقف ليلا ولا نهارا، فهؤلاء الناس المحاصرون إخوة لنا في العروبة والإسلام، ومن حقهم علينا أن نقف الى جانبهم ونساعدهم، ففي ذلك الأجر والثواب من المولى عز وجل، ثم انه حق واجب علينا بلا منّة، ففي كل بيت بغزة قصة مأساة وألم أسر أُبيدت بكاملها ولا ناصر لهم إلا الله.
حرب أكلت الأخضر واليابس ولم تستثن أحدا، وحصار لا يشبهه حصار، إن غزة تئن تحت وطأة حرب مدمرة وعدو شديد الصلف، فلتتضافر جهودنا من أجل مساعدة أهلنا هناك وكلٌ بما يقدر عليه، فالموت يحيط بهم من كل جانب، بين قتل وتجويع وإذلال وقهر وتهجير، بلا كهرباء ولا ماء ولا طعام ولا دواء، على مرأى ومسمع من العالم الذي يدعي التمدن وينادي بحقوق الإنسان ليل نهار.
فأين حقوق الإنسان من قتل وتشريد شعب بأكمله، وأين حقوق الإنسان من قتل الأطفال الرضع والولدان؟! ولكن لا حياة لمن تنادي، كلها شعارات زائفة يدحضها الواقع الذي نراه، ومع ذلك فالله بالمرصاد يمهل ولا يهمل، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. فعجوا بالدعاء والجأوا إلى الله بأن ينصر أهلنا في غزة، وأن يكشف عنهم هذه الكارثة المزلزلة، وأن يرد كيد أعدائهم في نحورهم، ولن يغلب باطل حقا، وعد الله الذي لا يخلف وعده، فهم يرونه بعيدا ونراه قريبا، وإن ينصركم الله فلا غالب لكم. ودمتم سالمين.