خطة محكمة لحصار شامل – بقلم : ابتسام العون
في ليلة ظلماء تم وضع خطة محكمة بفرض حصار شامل على مدينة غزة ووضعها في سجن جماعي بغيض يندى له الجبين ويستنكره الضمير، ليس له مثيل في صفحات التاريخ.
هنا غزة هنا تتعالى صرخات الثكالى والأطفال والمنكوبين ويفيض الدمع ليغمر أزقة فلسطين، ودماء الشهداء تروي شجر الزيتون والبساتين.
«وامعتصماه» صرخة استغاثة لامرأة مسلمة مكلومة بسببها حرك الخليفة المعتصم جيشا جرارا لنصرتها.
والسؤال الذي يطرح نفسه ما موقف الخليفة المعتصم إزاء هذا الواقع المأساوي لشعب مسلم كامل محاصر معزول عن العالم ومحروم من أبسط حقوقه المشروعة منذ عام 2006 إلى وقتنا الحالي؟ وفوق هذا يقوم الاحتلال بالقتل والتشريد وانتهاك الأعراض وقصف المباني والمستشفيات وأسر الشباب وقطع الأرزاق وحظر التجوال والعالم يتفرج لا يحرك ساكنا، والتاريخ يتوارى عن الأنظار حائرا خجلا من ظلم الإنسان لأخيه الإنسان يأبى أن يصور هذه البقعة ويترفع عن تسجيل هذه الحقبة، الأقلام شلت والمحابر جفت من هول ما تشاهد وتسمع.
والآن ومن قلب الحدث وبعد طوفان الأقصى ضاقت الأرض بما رحبت على أهل فلسطين الشرفاء في قطاع غزة إثر هجمات شرسة وقصف ممنهج ومجازر مروعة وتهجير قسري لأهالي غزة وقطع الوقود والتجويع وتدمير البنية التحتية بالكامل لمدينة غزة.
تيقن يا مسلم من وعد الله الحق عز وجل بالنصر المبين في النهاية للمسلمين، ولا تخف. ولكن كيف السبيل إلى ذلك؟
اعلم يا مسلم أن تحرير الأقصى مسؤولية كل المسلمين وليست مقصورة على أهل فلسطين، وقضية فلسطين انقشها في قلبك ليست قضية ثقافية أو سياسية إنما هي قضية عقيدة وإيمان، فأرض فلسطين هي مهبط ومسكن الأنبياء وفيها حدثت المعجزات ومنها مولد سيدنا عيسى عليه السلام وبيت المقدس أولى القبلتين قبل التغيير إلى مكة المكرمة، وفي ليلة الإسراء والمعراج ذهب رسولنا الكريم لبيت المقدس وصلى بالأنبياء إماما قبل معراجه للسماء، وغيرها من الأهمية الكبرى لأرض فلسطين، فهي تعني الكثير لكل مسلم.
ولن يتحقق النصر والتمكين إلا بتحكيم شرع الله وطاعته وتوحيده والرجوع إليه عز وجل، ونبذ الخلافات والترفع عن المشاحنات والعمل على توحيد الصفوف وتصفية النفوس، وتسخير الإعلام لخدمة قضايانا، فنحن في زمن الكلمة والصورة والثورة المعلوماتية.
وفي الختام، نشكر أهل الكويت حكومة وشعبا على وقفتهم الرشيدة وفزعتهم الميمونة مع أهل فلسطين.
ebtisam_aloun@