بالذكاء الاصطناعي.. طالب يفك رموز مخطوطة تاريخية
تمكن طالب من جامعة نبراسكا الأمريكية من تحقيق إنجاز كبير رغم عمره الصغير، حين نجح بفك رموز مخطوطة عمرها 2000 عام، من خلال لجوئه إلى الذكاء الصناعي، ما مكنّه من الفوز بمبلغ 40 ألف دولار.
سلطت مجلة “بيبول” الأمريكية الضوء على إنجاز الطالب الجامعي لوك فاريتور (21 عاماً) الذي تمكن من الفوز بالجائزة الأولى في “تحدي فيزوف”، الذي يُعنى بـ “استخدام التكنولوجيا الحديثة لفك أسرار مخطوطات البُردى التاريخية”.
أصل التحدّي
أطلق على التحدي “فيزوف” نسبة إلى أن “البُردى القديمة الملفوفة تنحدر من مكتبة قديمة في مدينة هركولانيوم الرومانية، التي تحجرت بما فيها نتيجة لثوران جبل فيزوف عام 79ميلادية، وتحولت إلى كربون هشة”.
وأعلنت اللجنة الرسمية للتحدي خلال مؤتمر صحفي، عن فوز الطالب المتخصص في علوم الكمبيوتر، بجائزة “الحروف الأولى” البالغة 40 ألف دولار، بعد نجاحه في فك رموز وقراءة أكثر من 10 أحرف في مساحة 4 سنتيمترات مربعة.
طريقه إلى فك الرموز
ووفقاً لمصادر مطلعة، استوحى الطالب فاريتور إلهامه من المتسابق كيسي هانمر، الذي فاز قبل أعوام بالجائزة، فاستعان بنهجه وعمل على فك شيفرات الحروف من خلال تطبيقات رياضية بواسطة الذكاء الاصطناعي.
وفيما أصبح فاريتور أول متسابق يقدّم العدد المطلوب من الحروف المقروءة في المسابقة، أعرب خلال المؤتمر الصحفي، عن سعادته خلال فكه الحروف للمرة الأولى. وأشار إلى أنه للوهللة الأولى، كاد أن يسقط أرضاً من شدة فرحه، ثم سارع إلى إرسالها إلى المعنيين لإبلاغهم بالخبر السعيد.
هشاشة البردى
أوضح أنه استخدم الذكاء الاصطناعي لقراءة الرسائل من مخطوطات هيركولانيوم لأنها كانت هشة للغاية، بحيث لا يمكن فتحها، إذ ستتحول إلى رماد وغبار إذا تم التعامل معها بشكل غير صحيح.
فنتيجة للثوران البركاني، حولت الحرارة مئات من مخطوطات البُردى من مكتبة في هيركولانيوم إلى قطع متحجرة من الكربون، بحسب المصدر، وعلى مدار الـ 1700 عام التالية، تم دفن المخطوطات في الطين، حتى عام 1752 عندما تم التنقيب عنها أخيراً.
لا يزال التحدي مستمراً
بما أن فاريتور أبلغ عن النتائج التي توصل إليها أولاً، فقد حصل على الجائزة الرئيسية، إلا أن الفائز بالمركز الثاني، يوسف نادر اكتشف الكلمة أيضاً في نفس الوقت فحصل على جائزة نقدية تبلغ 10000 دولار.
ولا يزال هناك العديد من اللفائف والبُردى غير المقروءة، ونتيجة لذلك، يواصل “تحدي فيزوف” مسابقاته بين الباحثين لقراءة أربعة مقاطع في اللفائف الممسوحة ضوئياً من أجل الفوز بالجائزة الكبرى البالغة 700 ألف دولار.