بعد «المستشفى» الغارات تستهدف المساجد و «الأونروا»: لم يعد لدينا ماء ولا طعام نقدمه لأهالي غزة
تحت نيران المدافع وصواريخ الطائرات الاسرائيلية التي لم تتوقف على قطاع غزة رغم التنديد والغضب الدولي والشعبي، شيع فلسطينيون بعضا من شهداء المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في المستشفى المعمداني، فيما كان آخرون يبحثون عن أحبائهم بين الأشلاء.
وفي ساحة المستشفى الأهلي المعمداني في وسط غزة، عمل سامر ترزي وأحمد طافش مع عشرات من الفلسطينيين على جمع أشلاء القتلى المتناثرة بعد القصف الذي استهدفه أمس وتسبب بمقتل 471 شخصا، وفق وزارة الصحة التابعة لـ «حماس».
وضع سامر (50 عاما) قفازات وحمل كيسا بلاستيكيا أسود اللون جمع فيه يدا وجدها تحت شجرة، ويشير الى بقايا أرز وبعض قطع الدجاج المسلوق التي اختلطت بالدم، قبل أن يقول «كانوا هنا يأكلون. كلهم ماتوا، مجزرة».
وقال مسؤول طبي في قطاع غزة ان عدد القتلى ربما يرتفع نظرا للعدد الكبير من الجرحى وكذلك من الأشلاء، حيث لا يعرف المواطنون هذه الاشلاء لمن، ولا يملك القطاع امكانيات التعرف على هوية الاشخاص بالتقنيات الحديثة كالـ «دي إن إيه». وتداول ناشطون صورا لفلسطينيين يبحثون عن المفقودين بين الجثث التي تكدست في خيام نصبت خصيصا بعد امتلاء المشارح.
ويروي عدنان الناقة، البالغ من العمر 37 عاما، «كنت هنا عندما وقعت المجزرة. خرجت لأشتري بعض الطعام للأولاد وأخذتهم معي. ما إن دخلت المستشفى حتى سمعت صوت انفجار».
وتابع «شاهدت كتلة نار هائلة، كل الساحة اشتعلت بالنار، ورأيت الجثث تتطاير في كل مكان، أطفال ونساء وكبار في السن، لا استطيع أن أصدق أنني ما زلت على قيد الحياة مع أولادي الخمسة.. لكن ما ذنب هؤلاء الأبرياء؟».
من جهته، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية على منصة «إكس» أن الوضع في غزة «يصبح خارج السيطرة» بسبب العجز عن إيصال مساعدات إنسانية جاهزة للتسليم.
وقال تيدروس أدهانوم غيبرييسوس «مع كل ثانية نتأخر فيها في إدخال المساعدة الطبية نخسر أرواحا»، مشددا على أن الإمدادات الطبية عالقة منذ أربعة أيام عند الحدود بين مصر وقطاع غزة.
وأضاف «نحتاج إلى دخول فوري لبدء توصيل إمدادات منقذة للحياة».
بدورها، أعلنت منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أنه «لم يعد لدينا أي ماء أو طعام لنقدمه لأهالي قطاع غزة» حسبما نقلت عنها قناة «العربية».
في هذه الأثناء، تجددت الغارات الاسرائيلية على مختلف مناطق قطاع غزة، وأعلنت وزارة الصحة «ارتفاع حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على شعبنا في غزة والضفة إلى 3540 شهيدا و13300 مصاب»، منها 3478 شهيدا، وأكثر من 12 ألف مصاب في غزة وحدها.
وبعد المجزرة التي ارتكبتها في المستشفى المعمداني، قالت وكالة الأنباء الفلسطينية أن عددا من الفلسطينيين سقطوا بين قتيل وجريح في قصف إسرائيلي استهدف مسجد شهداء الأقصى في النصيرات بقطاع غزة، وأن عشرات الشهداء والجرحى وصلوا تباعا إلى المستشفى إثر قصف المسجد الذي نزحوا إليه، جلهم من النساء والأطفال.
وقالت قناة «الجزيرة» بدورها إن غارة إسرائيلية دمرت مسجد المحطة في حي التفاح.