«خيام النكبة» تنصب في القطاع
أنهت الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة يومها الثالث عشر أمس بمزيد من المجازر التي لم تستثن لا المشافي ولا المدارس التي تحولت إلى ملاجئ للنازحين ولا حتى المساجد، ناهيك عن منازل المدنيين.
ويبدو أن معاناة القطاع المحاصر منذ سنوات لن تنتهي قريبا مع استمرار تدفق المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل التي أعلن وزير دفاعها يوآف غالانت أن هدف الحرب الحالية محو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من الوجود، مشيرا إلى أنه ستكون هناك خسائر «لكننا سنحقق ذلك مهما طالت الحرب»، وفق تعبيره.
وفي المقابل، أكدت وزارة الصحة في غزة أن الضربات الإسرائيلية أسفرت عن سقوط 3785 شهيدا وأكثر من 12 ألف جريح. وأعلنت الوزارة أن الاحتلال الإسرائيلي أنذر 24 مستشفى على الأقل بالإخلاء، بينها مستشفى الشفاء المركزي وذلك بعد يومين على قصف المستشفى المعمداني الذي أوقع مئات الضحايا، فيما أسفرت الضربات عن خروج 4 مستشفيات و14 مركزا للرعاية الأولية عن الخدمة بالكامل. وقالت إنه «لا مخزون للأدوية في كل مستشفيات القطاع ونخشى نفادها نهائيا قريبا»، وكشفت ان «الانتهاكات الإسرائيلية أدت إلى استشهاد 44 وإصابة 70 من أفراد الطواقم الطبية»، مؤكدة أن عدد الشهداء والجرحى تحت الأنقاض يفوق بكثير ما يتم نشره.
وفي غضون ذلك، أقيم في مدينة غزة أمس أول معسكر خيام للنازحين الفلسطينيين الذين هجرتهم الضربات الإسرائيلية المستمرة منذ 14 يوما بلا هوادة، في تكرار للمخيمات التي أصبحت رمزا للنكبة والتي لجأ إليها الفلسطينيون، آملا في العودة التي لم تتحقق منذ عام 1948.
وجرت إقامة معسكر الخيام برعاية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التابعة للأمم المتحدة في محطة تدريب الصناعة وسط مدينة غزة، حيث يقوم موظفون بترتيب وتنظيم العمل في المخيم.
وقـــال موظـــف في «الأونروا»، رافضا ذكر اسمـه لوكالة أنباء «شينخوا»، إن عشرات العائلات التي ترفض الخروج من المدينة لجأت إلى المكان مع كامل أفرادها، مشيرا إلى أن المكان لا يتضمن مقومات الحياة وهم يفترشون الأرض، فاضطرت الوكالة لإحضار خيام لهم ونقوم الآن على رعايتهم.
وذكر عدد من النازحين أنهم يعتاشون على مساعدات شحيحة تقدمها «الأونروا» من دون أي مرافق صحية ووسط تكدس لأكوام القمامة في المعسكر.
وقالوا إنهم «خرجوا من منازلهم لا يملكون شيئا بعد أن دمرتها الغارات الإسرائيلية، ونحن نرفض الخروج من غزة إلى جنوب القطاع ولن نرحل».
إلى ذلك، أعلنت حركة «حماس» مقتل جميلة الشنطي، عضو مكتبهـــا السياســــي والمجلـــس التشريعي الفلسطيني، في غارة جوية شنها الطيران الإسرائيلي الليلة الماضية في غزة.
وتعتبر الشنطي أول سيدة تشغل عضوية المكتب السياسي، وهي أعلى هيئة قيادية في الحركة، وجرى انتخابها في العام 2021.
كما أفادت وسائل إعلام تابعة لـ «حماس» بأن جهاد محيسن، قائد قوات الأمن الوطني في قطاع غزة، ارتقى مع أفراد عائلته في منزلهم أثناء ضربة جوية إسرائيلية بالقطاع.
وعلى صعيد الحرب الميدانية، شنت قوات الاحتلال غارات متواصلة إلى جانب قصف مدفعي مكثف على مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وفي المقابل، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه سمعت أصوات انفجارات وصفارات انذار في تل ابيب ومستوطنات غلاف غزة وبئر السبع ومناطق واسعة من النقب، فيما سجل اطلاق صواريخ باتجاه أسدود وعسقلان.
وأعلنت كتيبة «طولكرم» التابعة لـ «سرايا القدس»: فجرنا عبوات ناسفة في جرافات وآليات الاحتلال على محور المنشية وحققنا إصابات مباشرة، كما أعلنت كتائب عز الدين القسام ان مقاتليها خاضوا اشتباكات مع قوات الاحتلال في مخيم نور الشمس بطولكرم حيث سقط العديد من الاصابات في صفوف الاسرائيليين.
ولم يكن حال فلسطينيي الضفة بأحسن كثيرا، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن مقتل سبعة فلسطينيين على الأقل برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية.
وأفادت مصادر فلسطينية محلية وكالة أنباء «شينخوا» بأن اشتباكات مسلحة دارت بين مسلحين فلسطينيين وقوة إسرائيلية في مخيم نور شمس، وسمع دوي تبادل كثيف لإطلاق النار.
مصر تصلح طرق معبر رفح قبيل تنفيذ اتفاق إدخال المساعدات إلى غزة
قال مصدران أمنيان إن معدات لإصلاح الطرق أرسلت إلى معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة في إطار الاستعدادات لفتحه من أجل توصيل بعض المساعدات المكدسة في شبه جزيرة سيناء المصرية.
ومعبر رفح هو المنفذ الوحيد الذي لا تسيطر عليه إسرائيل، لكنه أغلق منذ الأيام الأولى لحربها على غزة في أعقاب القصف الإسرائيلي للجانب الفلسطيني من الحدود.
وقال البيت الأبيض إنه جرى الاتفاق على دخول ما يصل إلى 20 شاحنة عبر المعبر مع التطلع إلى إدخال مزيد من الشاحنات لاحقا.
وتقول الأمم المتحدة إن معظم سكان غزة وعددهم 2.3 مليون كانوا يعتمدون على المساعدات قبل بدء الحرب وكانت تعبر نحو 100 شاحنة مساعدات إنسانية للقطاع يوميا.
وتنتظر أكثر من 100 شاحنة قرب المعبر على الجانب المصري لكن من غير المتوقع دخول المساعدات قبل يوم الجمعـــــة، بحسب ما قال المصدران الأمنيان المصريان. وهناك مزيد من المساعدات في الانتظار بمدينة العريـــش الواقعة على بعد نحو 45 كيلومترا من رفح.
وأجرت حكومات غربية مفاوضات لإجلاء حاملي جوازات السفر الأجنبية من غزة لكن تفاصيل الإجلاء المحتمل لا تزال غير واضحة.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب محادثات مع الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء، إن إسرائيل لن تمنع دخول مساعدات للمدنيين من مصر إلى غزة طالما لن تصل تلك الإمدادات إلى حركة حماس، لكنها لن تسمح بدخول المساعدات عن طريق المعابر التي تسيطر عليها.
بث تلفزيوني مباشر من 42 دولة لدعم فلسطين
وافقت 42 دولة عربية وإسلامية وآسيوية على الانضمام إلى البث المشترك لاتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي بالتعاون مع التلفزيون الفلسطيني، غدا السبت، من الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت غرينتش ولمدة ساعة لدعم غزة.
وذكر بيان صادر عن الاتحاد، نقلته وسائل إعلام مصرية، أن القنوات والإذاعات ستنضم مع البث المباشر للتلفزيون الفلسطيني، وستكون هناك مداخلات لكبار الشخصيات السياسية والإعلامية والمسؤولين، وعلى رأسها الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، وعدد من المسؤولين عن البث الاذاعي والتلفزيوني.
يذكر أنه تم التنسيق بين اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي برئاسة د.عمرو الليثي، والمشرف العام على الإعلام الرسمي الفلسطيني الوزير أحمد عساف، على تخصيص غد في إطار دعم القضية الفلسطينية ومواجهة الانتهاكات الخطيرة للعدوان الإسرائيلي.
كما يقوم التلفزيون الفلسطيني من خلال أكبر شبكة مراسلي، بتخصيص خريطة برامجية وتغطية خاصة، لنقل الصورة كاملة من قطاع غزة ومن كل المناطق الفلسطينية على الهواء عبر تلفزيونات وإذاعات دول منظمة التعاون الإسلامي.
ألعاب الفيديو سلاح التضليل الجديد في الحرب
مع احتدام الحرب الاسرائيلية على غزة، تعج الشبكات الاجتماعية بمقاطع مأخوذة من ألعاب الفيديو تتسم في الظاهر بواقعية كبيرة لكنها تستخدم لنشر معلومات مضللة.
فقد انتشر مقطع فيديو على نطاق واسع على فيسبوك بعنوان «حماس تسقط مروحيتين إسرائيليتين»، أو حتى مقطع فيديو حول «مروحية روسية» ضد «مدفع هاوتزر أوكراني».
تزعم الفيديوهات كلها أنها تنقل مقاطع حقيقية عن اشتباكات بالصواريخ، أو تفجيرات لدبابات بواسطة مسيرات، أو إسقاط طائرات مقاتلة في بيئة واقعية للمدن المحترقة. لكن في الواقع، هذه اللقطات مأخوذة من «أرما 3» («Arma 3»)، وهي لعبة فيديو قتالية طورها الاستوديو المستقل «بوهيميا إنترأكتيف» Bohemia Interactive ومقره في تشيكيا.
وقد استمر تحويل مقتطفات كثيرة من ألعاب الفيديو الحربية على مدى السنوات العشر الماضية لإنتاج لقطات مقدمة على أنها حقيقية للصراعات، بدءا من الحرب في سورية إلى الغزو الروسي لأوكرانيا.
وكشفت وكالة فرانس برس تقريرا تسجيلا نشر في 12 أكتوبر يدعي أنه يظهر مروحيات إسرائيلية أسقطتها حركة حماس الفلسطينية، وترجمت إلى لغات عدة وتمت مشاركتها على منصات عدة (فيسبوك، إكس، تيك توك).
وكتب المطورون في «بوهيميا إنترأكتيف» على موقع الاستوديو في 10 أكتوبر أن «مقاطع الفيديو التي أنشأها المستخدمون لديها القدرة على الانتشار على نطاق واسع وتتم مشاركتها على نطاق واسع من جانب مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وأحيانا حتى من وسائل الإعلام الرئيسية أو المؤسسات الحكومية الرسمية حول العالم».
ويحصل ذلك خصوصا أن لعبة مثل «أرما 3» تتميز أيضا بكونها قابلة للتعديل على نطاق واسع من جانب اللاعبين، الذين يمكنهم إنشاء مناطق جديدة للمواجهة أو مركبات أو أسلحة أو معدات أو سيناريوهات، بسهولة شديدة وبتكلفة قليلة، عبر مولدات الصور عبر التوليد الذكاء الاصطناعي، مثل ميدجورني.