العالم في «قلب» السعودية 2034
حسمت المملكة العربية السعودية استضافة كأس العالم 2034 للمرة الأولى في تاريخها بعدما باتت رسميا المرشحة الوحيدة، وفق ما أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم، بعد الإدارة المميزة لملف الاستضافة، والتطور الكبير الذي تشهده الرياضة السعودية ولاحظه «فيفا».
وتسعى السعودية منذ سنوات إلى تعزيز قطاع الرياضة كجزء من خطة تحول اقتصادي، من أجل تعزيز مصادر قوة المملكة وصورتها الخارجية كدولة طموحة وذات شأن.
ومنذ تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد 2017، شهدت المملكة تطورا ملحوظا في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية. وتمتلك السعودية الإمكانات والتجهيزات والبنية التحتية المتطورة والإنجازات في كل المجالات لاستضافة نسخة كأس العالم 2034. كما يوجد لديها سجل حافل من النجاحات في استضافة الأحداث الرياضية العالمية، ما يؤكد أنها ستقدم للعالم نسخة استثنائية من بطولة كأس العالم.
كما أن هناك تطورا متسارعا في الجانب الرياضي خلال السنوات الأخيرة، مثل: استضافة مونديال 2034، وكأس آسيا 2027، واستضافة كأس العالم للأندية، وكأس السوبر الإسباني، وكأس السوبر الإيطالي، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية 2034. إضافة إلى التعاقد مع عدد كبير من النجوم العالميين مثل رونالدو ونيمار وماني وبنزيمة وكانتي. وتطوير وإنشاء ما يقارب 10 ملاعب حديثة. وقد حظي الملف السعودي بثقة العالم ودعم أكثر من 125 اتحادا كرويا من مختلف دول العالم بتأييد غير مسبوق لتكون السعودية الدولة الوحيدة التي حظي ملفها بأكبر عدد من التأييد في تاريخ المسابقة، وستكون المملكة أول دولة بالعالم تستضيف وحدها كأس العالم بمشاركة 48 منتخبا، ما يعكس العلاقات الإيجابية التي تتمتع بها المملكة مع دول العالم.. ويأتي ذلك امتدادا لنجاحات رؤية المملكة حتى أصبحت موطن الأحداث الرياضية الدولية الكبيرة.
وتحقق هذه الاستضافة العديد من الآثار الإيجابية اقتصاديا وسياحيا واستثماريا بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030. وباختصار، من يستقبل ملايين الحجاج كل عام قادر على استضافة المونديال.
«الأنباء» استطلعت آراء عدد من الشخصيات الرياضية حول استضافة السعودية للحدث الكبير
في البداية، أبدى قائد منتخبنا الوطني في نهائيات كأس العالم 1982 سعد الحوطي سعادته باستضافة السعودية لكأس العالم 2034، وقال: «اتخذت المملكة العربية السعودية الشقيقة خطوات عملاقة في تطوير كرة القدم، بدعم كبير من قبل القيادة السياسة الحكيمة، ونشاهد بسعادة كبيرة الدوري السعودي الذي استقطب أفضل اللاعبين، ليصبح من أفضل 5 دوريات في العالم، ومن شأن استضافة السعودية لأهم وأفضل البطولات العالمية أن تسهم بتطوير الكرة الخليجية والعربية بشكل عام، حيث ستحرص جميع الاتحادات الوطنية على تطوير المنظومة الكروية لديها للاقتراب من النموذج السعودي المتطور»، لافتا إلى أن الأخضر السعودي شارك في 6 نسخ مختلفة للمونديال، آخرها تغلب فيها على منتخب الأرجنتين حامل اللقب. وأكد الحوطي أن السعودية ستقدم نسخة استثنائية رائعة لكأس العالم 2034، لما تضمه من كوادر إدارية وفنية متخصصة في مختلف المجالات، ونتمنى لهم كل التوفيق، ومزيدا من التطور، ونشكر جميع الدول التي ساهمت بدعم الملف السعودي.
الدعم والمساندة واجبنا جميعاً
من جهته، أكد رئيس مجلس إدارة نادي الصليبخات سعد عناد، أن استضافة السعودية لكأس العالم محل فخر واعتزاز كبيرين من قبل جميع أبناء دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، وقال: «فخرنا كبير، وسعادتنا بالغة بأن تصبح منطقة الخليج مركزا عالميا لكرة القدم. وتأتي استضافة المملكة بعد تجربة رائدة وناجحة للأشقاء في قطر، وعلينا جميع تسخير كل الإمكانات والطاقات لمساندة استضافة الأشقاء في المملكة لكأس العالم».
وأشار عناد إلى أن استضافة السعودية لأهم حدث كروي عالمي ستسهم بتطوير الكرة في جميع دول مجلس التعاون، والمنظومة الرياضية بشكل عام، وقد أبهرنا التطور الكبير للسعودية في مختلف المجالات السنوات القليلة الماضية، ومن المتوقع أن تتواصل الإنجازات الكبيرة، وبما يمكن المملكة لمكان رائد عالميا، وأتوقع أن تكون نسخة 2034 فريدة من نوعها، ومتكاملة من حيث المستوى والتجهيزات.
أكد رئيس مجلس إدارة نادي النصر خالد الشريدة، أن المملكة العربية السعودية بما تملكه من إمكانات ضخمة قادرة على تنظيم أفضل نسخة لكأس العالم، وقال: «نتمنى لأشقائنا كل التوفيق والسداد، وأتمنى للأخضر السعودي أن يكون منافسا على لقب البطولة، خاصة أن كرة القدم السعودية تشهد تطورا ملحوظا في مختلف المسابقات، وأخذت تسجل حضورا مبهرا في جميع المسابقات الإقليمية والقارية، بعدما أخذ الاتحاد السعودي خطوات تنفيذية كبيرة لتطوير المنظومة الكروية لديه، وقد لمسنا بفخر واعتزاز كبيرين التطور الملحوظ لدوري المحترفين، وبمشاركة أفضل النجوم، الأمر الذي جعله محط أنظار العالم الرياضي أجمع»، متوقعا أن يكون مونديال 2034 حدثا عالمي الطراز، استثنائي التفاصيل، مكتمل النجاح من كل جوانبه.
ثقة عالمية وإمكانات كبيرة
وقال أمين السر العام بنادي الكويت وليد الراشد، إن انفراد المملكة العربية السعودية بكونها المرشح الأوحد لاستضافة كأس العالم يظهر جليا مدى الثقة العالمية الكبيرة بإمكانات وقدرات الشعب السعودي الشقيق على تنظيم مونديال كأس العالم، وهذا محل فخر جميع الشعوب العربية، وهي فرصة مثالية في الوقت نفسه لأن تعمل الاتحادات الكروية الخليجية والعربية لتطوير قدراتها تماشيا مع النقلة الاستثنائية التي تشهدها المملكة، من حيث الملاعب والمستوى الفني العام لبطولة الدوري والبيئة الرياضية المثالية.
وأكد أن النجاح السعودي في تنظيم المونديال أمر مفروغ منه، وأتوقع أن تكون هناك العديد من المفاجآت الكبيرة على المستوى التنظيمي، ونتمنى لهم مزيدا من التوفيق والنجاح.
«قلباً وقالباً» مع السعودية
إلى ذلك، شدد المدرب الوطني أنور يعقوب على أن الشعب الكويتي عامة، والرياضيين خاصة، سيكون إلى جانب الأشقاء في المملكة «قلبا وقالبا»، وقال: سعدنا بتأكيد الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» أن الملف السعودي هو الوحيد الذي تقدم لاستضافة المونديال، ونحن سنكون خير سند إداريا وفنيا لأهلنا وأحبتنا في المملكة، أما فيما يتعلق بالجانب الفني فإن الكرة الخليجية ستشهد تطورا مطردا فنيا وإداريا خلال السنوات القليلة المقبلة، على المستويين الإداري والفني».
وذكر يعقوب أن كأس العالم 2034 ستكون نسخة استثنائية سواء من حيث عدد الدول المشاركة في البطولة بواقع 48 منتخبا، أو من حيث المشهد العام، وأتوقع أن يكون المونديال مهرجانا رياضيا كرويا في الملعب، ولقاء ثقافيا متنوعا خارجه، أما بشأن التنظيم فإن الكوادر المحترفة في السعودية قادرة على تحقيق أعلى درجات النجاح، وهم أهل لذلك.
من جانبه، أكد المدرب الوطني صالح العصفور أن الأشقاء في السعودية وضعوا خطة واضحة المعالم، ذات أهداف محددة، واتخذوا القرار الصائب، فنالوا ثقة العالم الرياضي أجمع، وقال: «لم تكن القرارات الكبيرة التي اتخذت في العامين الماضيين، من نقلة نوعية للدوري، وإنشاء ملاعب عالمية الطراز، واستقطاب أفضل لاعبي العالم، محض صدفة، أو دون دراسة مسبقة، بل جاءت وفق رؤية متكاملة، وآلية تنفيذ فعالة، ولم تمض أشهر قلائل حتى اتجهت أنظار العالم إلى الملاعب السعودية، والرياضة السعودية بشكل عام».
وأشار العصفور إلى أن القفزة العالمية التي شهدتها الرياضة السعودية حظيت بتقدير كبير لدى الاتحادات الرياضية في مختلف دول العالم، مضيفا: «أتوقع أن تشهد الفترة المقبلة ازدهارا في المجال الرياضي عامة، وكرة القدم على وجه الخصوص»، مشددا على أن النجاح مضمون لمونديال 2034، لما تضمه المملكة من إمكانات هائلة في مختلف المجالات، فضلا عن البيئة الرياضية المثالية، والملاعب العالمية.
المفاهيم الرياضية ستتغير
كما أبدى حارس منتخبنا الوطني السابق والنادي العربي فلاح دبشة اعتزازه الكبير باستضافة المملكة لكأس العالم 2034، وقال: «الكرة السعودية ستكون محط أنظار العالم، وستتطور من حيث المستوى الفني للأندية، لتصبح خلال سنوات قلائل مركزا كرويا عالمي الطراز، كما أن هذه الاستضافة ستغير الكثير من المفاهيم الرياضية، وستؤكد للجميع أن دول الخليج قادرة على تنظيم أكبر المناسبات الرياضية العالمية، ووفق أحدث الطرق التقنية، وليس ببعيد الإبهار والإعجاز الذي قدمه الأشقاء في قطر بمونديال 2022».
وأكد دبشة أن تنظيم كأس العالم في السعودية سيسهم بشكل كبير في تطوير كرة القدم بجميع دول مجلس التعاون الخليجي، وسيدفع باتجاه منظومة احترافية متكاملة في الدوريات الخليجية قاطبة.
المسحل: السعودية «جاهزة» لتنظيم المونديال صيفاً أو شتاء
أكد رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل، ان السعودية ستكون «جاهزة» لكل الاحتمالات بشأن توقيت استضافة كأس العالم لكرة القدم 2034، سواء كان التنظيم في الصيف أو الشتاء.
وبعد ساعات من إعلان الاتحاد الدولي (فيفا) أن السعودية ستنظم كأس العالم لنسخة 2034، بعد 27 يوما فقط من فتح باب الترشح، قال المسحل: «طبعا نحن جاهزون لكل الاحتمالات، واليوم هناك تقنيات كثيرة وجديدة تساعدك في التبريد أو إضافة المكيفات في الملاعب». وتابع: «هناك مدن عديدة في المملكة تتمتع بأجواء رائعة جدا في الصيف، لكننا سنكون جاهزين لكل الاحتمالات».
ويشير رئيس الاتحاد السعودي، إلى أن المملكة تجاوزت الخطوة الأولى، قائلا: «يبقى لنا عمل مكثف لتقديم ملف يليق بإمكانات المملكة العربية السعودية وبإمكانات العالم العربي بشكل عام».
وقال: «سيقدم الملف في يوليو 2024 ثم يأتي قرار الجمعية العمومية كما أعلن فيفا في الربع الرابع من السنة المقبلة للمصادقة، وإقرار منح المملكة حق الاستضافة».
وردا على سؤال حول ما إذا كانت السعودية ستمضي وحيدة بملف الاستضافة، خصوصا أن النسختين اللتين ستسبقان 2034 ستنظمان بملفات مشتركة (الولايات المتحدة الأميركية، كندا، والمكسيك في 2026)، وإسبانيا والبرتغال والمغرب بجانب 3 مباريات في أميركا الجنوبية في 2030، أكد المسحل أن «السعودية ستتقدم بملف منفرد». ويضيف: «لا شك أن المملكة دولة كبيرة وهناك عدد كبير من المدن، وكما رأينا الأشقاء في قطر ينظمون مونديال 2022 بشكل متميز جدا، سنواصل الجهود لتقديم نسخة استثنائية».
وكشف المسحل أيضا، عن أن دعم أكثر من 125 اتحادا كرويا من مختلف أنحاء العالم ملف السعودية 2034 يدل على ثقة كبيرة منحت لنا من مختلف الدول.
وتابع المسحل: «استضافة كأس العالم 2034 تجسد شغف السعوديين بكرة القدم، وتؤكد سعي بلادنا لتحقيق مزيد من التقدم والنمو لهذه اللعبة، وهو ما يجعلنا نؤكد التزامنا في الاتحاد السعودي لكرة القدم بتلبية جميع متطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)».
وأضاف: «جميع أفراد عائلة كرة القدم السعودية يبذلون قصارى جهدهم لتحقيق حلم السعوديين برؤية بطولة كأس العالم في المملكة لأول مرة، وهي دعوة مفتوحة لجميع شعوب العالم للاستمتاع والتفاعل مع الإرث الثقافي الأصيل والغني للمملكة، والاستمتاع بتجربة غير مسبوقة في مختلف مناطق وطننا الغالي، مؤمنا بقدرة كرة القدم الكبيرة على إلهام الأجيال القادمة، ومتطلعا لأن تسهم بطولة كأس العالم 2034 في تطوير وتنمية اللعبة في جميع أنحاء العالم».
واعتبارا من المونديال المقبل سيرتفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 48 بدلا من 32، فيما ستتم زيادة عدد المباريات إلى 104 بدلا من 64.