ترقُّب لخطاب نصر الله اليوم ودعوات لتجنيب لبنان الحرب
انشغلت الحكومة اللبنانية ومعها مجلس النواب، امس، بقراءة وتقييم تطورات الحرب الاسرائيلية على غزة، واحتمالات امتداد شرارتها الى جنوب لبنان، وهو ما بدا من انشغال الحكومة بخطة الطوارئ، معطوفة على ما سيعلنه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اليوم.
لكن يبقى خطاب نصر الله الاكثر جذبا للاهتمام، بسبب ارتباطه بمعادلة توسيع دائرة الحرب او اغلاقها، وتحدثت مصادر قريبة من اجواء الحزب عن المضامين الأساسية للخطاب، المنتظر اليوم، وأبرزها: تأبين قتلى الحزب «على طريق القدس»، الذين بلغ عددهم 51 حتى الامس، وهو العنوان الاساسي للاطلالة، ثم يتطرق الى عملية «طوفان الاقصى» في غزة، وشرح نتائجها الاستراتيجية، كنقطة تحول في تاريخ الكيان الاسرائيلي وجيشه الذي ضربت هيبته وتشوهت صورته، وبات عاجزا عن محو الانتصار الكبير للمقاومة الفلسطينية التي اعادت القضية الى واجهة الاهتمامات على أعلى مستوى.
وفي معلومات المصادر ان «بيت القصيد» في الخطاب المرتقب سيكون موقف الحزب من الحرب المشتعلة في غزة، حيث سيكون هناك تأكيد على ان «حزب الله» هو في صلب هذه الحرب وداخلها، وهو من يحدد كيف يتعاطى فيها ومعها، كما مع اظهار الحرص الشديد على لبنان ومصالحه وأوضاعه، وتبيان كيف انه يتصرف بواقعية، مع ادراك واقع لبنان الصعب، وبالتالي انه لا يريد الحرب للحرب، انما هو جاهز لها اذا فرضت عليه، وهنا سيكون تحذير عالي النبرة لإسرائيل من مغبة اي حماقة ترتكبها وأي تجاوز للخطوط الحمر، مع التأكيد على ان «حماس» ستخرج منتصرة.
من جهته النائب فادي كرم، أسف في تصريح لإذاعة «صوت كل لبنان»: ان تكون لنا دولة لبنانية فيما نحن بانتظار ما سيقوله الامين العام لحزب الله، بناء على حسابات ايران ووحدة الساحات، وقال: ما نريده للبنانيين هو ابعاد لبنان عن الحرب لكن في حال اندلاعها، لا اعتقد ان اللبناني سيتردد في مساعدة أي لبناني آخر، انما في السياسة سنقوم كمعارضة بتحميل المسؤولية لحزب الله.
وفي السياق، أدانت كتلة «اللقاء الديموقراطي» الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين. وفي بيان عقب اجتماع برئاسة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط في كليمنصو أكدت «على ضرورة التنبه والوعي للنوايا الإسرائيلية المبيتة بتدمير لبنان، وبالتالي الحرص على عدم الانجرار إلى الحرب بالمعنى الأوسع، وعلى ضرورة ألا تتخطى الاشتباكات الضوابط الراهنة» لتجنيب لبنان أي عدوان إسرائيلي لا قدرة له على تحمل تداعياته.
وسط هذا الخضم تبرز الدعوة الى تمديد خدمة قائد الجيش العماد جوزاف عون سنه اضافية، بعد العاشر من يناير، والتي تقدم بها نواب ««القوات اللبنانية» بصيغة اقتراح قانون امام مجلس النواب. وقد دافع رئيس «القوات اللبنانية» د.سمير جعجع عن اقتراح نواب حزبه التمديد لقائد الجيش، وأوضح ان القوات لم تتخل عن موقفها المبدئي برفض التشريع في ظل الشغور الرئاسي، إلا ان الدعوة للتمديد مرتبطة بالأمن القومي وليس شأنا تشريعيا عاديا.
مصادر متابعة ابلغت «الأنباء» ان اليوم سيكون حاسما بالنسبة لأمور لبنانية كثيرة، ففي توسعة الحرب مع اسرائيل لتشمل جنوب لبنان لا مندوحة من تمديد خدمة العماد عون، اما اذا ما استمرت الجبهة مع اسرائيل مضبوطة بقواعد الاشتباك المتفاهم عليها مع الحزب، فإن مسألة تعديل سن تقاعد قائد الجيش تصبح اقل قابلية للصيرورة، بسبب ممانعة فريق «الممانعة» مع تيار جبران باسيل.
ميدانيا، أعلن حزب الله مهاجمة موقع إسرائيلي في منطقة مزارع شبعا بطائرتين مسيرتين محملتين بالمتفجرات.
وأضاف، في بيان، ان الطائرتين المسيرتين كانتا محملتين بكمية كبيرة من المتفجرات وأصابتا أهدافهما.
كما اعلن عن اسقاطه مسيرة اسرائيلية، لكن اسرائيل نفت ذلك، وسجل تبادل بالقصف المدفعي والصاروخي بين الطرفين، وداخل النطاق الحدودي، وفي حين تم سحب جثتي راعيين للمواشي بواسطة الجيش اللبناني واليونيفيل، بعد ان قتلهما رصاص الإسرائيليين. وبثت وسائل إعلام إسرائيلية صورا لقصف منطقة الجليل في كريات شمونة الإسرائيلية. وقالت القناة 12 الإسرائيلية، ان عشرات الصواريخ أطلقت مباشرة على المنطقة.
من جهتها، قالت كتائب القسام في لبنان، إنه تم قصف مستوطنة كريات شمونة ومحيطها بـ 12 صاروخا ردا على مجازر الاحتلال بحق أهلنا في غزة. وفيما قد يزيد من خطورة المواجهة ما نقلته صحيفة
وول ستريت جورنال عن مسؤولين مخابراتيين أميركيين قالوا إن مجموعة فاغنر المسلحة الروسية ربما تزود حزب الله بأنظمة صواريخ باتريوت للدفاع الجوي.