للمرة المائة بعد الألف يعلنها مسؤول كبير: «مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية، وأوهام الكيان العبري في التهجير القسري لأهالي غزة إلى سيناء لن تتحقق، ودون محاولة تنفيذ «الوهم» أجساد وأرواح 100 مليون مصري».
هذه هي الرسالة التي أكدها رئيس الوزراء المصري د. مصطفى مدبولي أمام كاميرات ومراسلي العالم وهو يضع حجر الأساس لتجمعات تنموية وحضرية ويشرح خطة التطوير الاستراتيجي لتحقيق التنمية المتكاملة في أرض الفيروز سيناء الحبيبة، قبل أن يتفقد المساعدات الإنسانية والإغاثية بمنفذ رفح البري والتي نظمتها مصر وبدأ دخولها إلى غزة لإغاثة شعبها المنكوب بظلم المحتل الغاشم.
لا يمل الصهاينة ولا يكلون من تكرار طرح خطتهم «الشيطانية» للقضاء على قضية العرب المحورية والأساسية «فلسطين» عن طريق استغلال أن غزة أكثر بقاع العالم كثافة بسكانها، وادعاء أن سيناء أرض بلا شعب، فماذا يمنع أن تستوعب سيناء الفارغة أهالي غزة المكتظة بسكانها؟!
وكعادتهم منذ عشرات السنين استخدموا آلتهم الإعلامية الصهيونية الجبارة ليقنعوا بعض دول العالم بـ «إنسانية» الفكرة.. وعبقرية الحل!
وعلى الجانب الآخر يتكرر الإلحاح على أهلنا في غزة بضرورة قبول «التهجير» فيقابلون العرض بالرفض، ويتجه الصهاينة إلى مصر مستخدمين سياسة «العصا والجزرة» سواء بالتهديد بتدمير غزة وتقتيل أهلها لدفعهم إلى اللجوء «قسراً» إلى سيناء، أو بالتلويح لمصر بإنقاذها من ديونها ودعم اقتصادها ومنحها مليارات الدولارات ومئات المشروعات وعشرات التفضيلات عبر استخدام برامج الدعم والتجارة الأمريكية والأوروبية والدولية، وبوساطة متعددة الجنسيات، وفي كل مرة كان الرد المصري واحداً لا يتغير.. صلباً لا يلين.. حاداً لا يحيد: «لن نقبل بوأدكم للقضية الفلسطينية.. ولن نسمح بتهجير أهلنا من غزة إلى سيناء.. وضعوا عصاكم وجزرتكم حيثما تشاؤون».
المشكلة أن مصر وعلى مدى عقود طرح الفكرة ورفضها كانت ترد بهدوء على من يعرض الأمر على القاهرة وينتهي الأمر، دون أن تضع وتنفذ خطة إعلامية دولية تركز على شرح استحالة تنفيذ «المقترح الشيطاني» للعالم كله، وباللغة التي يفهمها وبالأسانيد التي يقتنع بها، ربما اعتماداً على أن الحق المصري واضح بذاته لا يحتاج إلى شرح، أو أن «المقترح» مجرد فكرة سخيفة يتم تكرارها.. إضافة إلى وجود «حقيقة مؤسفة» ألا وهي أن سيناء الغالية منذ عودتها لأحضان مصر لم تشهد خطة تنمية استراتيجية حقيقية تحولها إلى تجمع سكاني حقيقي كثيف يقف في وجه الادعاءات الصهيونية.. حتى جاءت الجمهورية الجديدة لتغير الواقع.. وتحقق الحلم.. وغداً للحديث بقية.. إن كان في العمر بقية.
وحفظ الله مصر وفلسطين وأهلهما من كل سوء.
