لبنان يطالب بالضغط على إسرائيل لوقف الاعتداء على سيادته وارتفاع وتيرة الاشتباكات جنوباً بعد خطاب نصرالله
الجبهة اللبنانية الجنوبية مغلقة ومفتوحة في آن معا، بحسب خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي أدرك كما يبدو، خطورة المرحلة ودقتها، فنفى علاقة حزبه وإيران بعملية «طوفان الأقصى»، لكنه حذر من مغبة تمادي اسرائيل في غزة وجنوب لبنان.
وفي القراءات الأولية لخطاب نصرالله كان التوقف امام مهاجمة الأمين العام للحزب الولايات المتحدة واسرائيل ودول أخرى، لكنه استثنى فرنسا ورئيسها ايمانويل ماكرون الذي أعرب من تل أبيب عن دعمه حق اسرائيل في «الدفاع عن النفس».
وكانت التهيئة الاعلامية والسياسية للخطاب أعنف من الخطاب نفسه، فالأولوية لديه كانت لوقف الحرب في غزة، وليس الانخراط في حرب اوسع انطلاقا من جنوب لبنان، الى جانب الحرص على عدم تحميل حزبه ومعه إيران مسؤولية عملية «طوفان الأقصى».
وقال الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عن كلمة نصر الله: «جد واقعية». وتعليقا على الكلام الأميركي بأن واشنطن لا تريد توسيع الحرب لتشمل لبنان، قال جنبلاط: «مشكورين على كرم أخلاقهم، فليتفضلوا ويطبقوا وقف اطلاق النار في غزة». واعتبر نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني ان الاطلالة الاولى لنصرالله بعد عملية «طوفان غزة» لم تحمل تطمينا للبنانيين بعدم الدخول في الحرب بل تأكيدا أن «الحزب» دخل الحرب جنوبا. وأضاف لقناة الحدث انه عرض للأكلاف التي تكبدتها إسرائيل، ولكن لم يأت على ذكر ما تكبده لبنان. وأشار إلى انه «ترك كل الاحتمالات مفتوحة، ما يبقي لبنان في إطار الخطر».
النائب غسان عطاالله (التيار الحر) قال ان خطاب نصر الله كان عقلانيا ومتوازنا وفي الوقت نفسه واضحا ومطمئنا، اما النائب سامي الجميل فرأى ان كلمة نصر الله: لم تحمل جديدا انما تؤكد أن وضع الحرب مربوط بإيران.
أما على الطرف المقابل، فقد جاء الخطاب متسقا مع التقديرات الإسرائيلية بأن الحزب لن يغامر بخوض حرب مع اسرائيل، حيث حذر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نصر الله من ارتكاب «أي خطأ سيؤدي إلى ثمن لا يمكن حتى تخيله».
وقال وزير الدفاع يوآف غالانت، إن حزب الله لا يريد تحويل بيروت إلى غزة.
على الصعيد اللبناني الرسمي كان واضحا ان 80% من القوى السياسية كانت في صف الدعوة الى تجنب الانجرار لهذه الحرب المدمرة، واللافت ان السيد نصر الله تجنب في كلمته التطرق الى الداخل اللبناني واستحقاقاته تماما، وكان هذا، أيضا، رأي رؤساء البعثات الديبلوماسية في لبنان الذين التقاهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، قبل ان يغادر الى عمان ومنها الى القاهرة.
وفي عمان، أكد ميقاتي لوزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن «أولوية العمل للتوصل الى وقف اطلاق النار في غزة لوقف العدوان الاسرائيلي، وكذلك العمل على وقف العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان وسياسة الارض المحروقة».
وشدد على «أن لبنان الملتزم بالشرعية الدولية وبتطبيق القرار الدولي الرقم 1701، وبالتنسيق مع اليونيفيل»، يطالب المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لوقف التعديات والانتهاكات الاسرائيلية اليومية على ارضه وسيادته برا وبحرا وجوا.
ميدانيا، ارتاحت المدافع وقاذفات الصواريخ قليلا بعد الخطاب، لتستأنف المواجهات المكثفة أمس. وأعلن «الحزب» انه استهدف عددا من المواقع الإسرائيلية، في أوقات متزامنة بالصواريخ والأسلحة أمس. وأكد «الحزب» أنه «حققنا إصابات مباشرة، إضافة إلى تدمير التجهيزات الفنية والتقنية»، وردا على ذلك، رصد دخول سلاح الجو الإسرائيلي بشكل مكثف على خط القصف على عدد من البلدات الحدودية، إضافة إلى استخدام القذائف المدفعية. وقد أطلقت صفارات الانذار في مقر قيادة القوات الدولية في الناقورة.. وامتد القصف الإسرائيلي من اللبونة إلى رامية وصولا إلى أطراف عيترون. وأعلن الجيش الإسرائيلي قصفه لخليتين و«نقطة مراقبة» تابعة لـ«الحزب».