اليوم العالمي للتلفزيون – بقلم : د. هند الشومر
نظرا لأهمية التلفاز وما يمثله من رمز للاتصال في العالم المعاصر فقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1996 أن يكون الحادي والعشرون من نوفمبر اليوم الرسمي والعالمي للتلفاز، حيث إن التلفاز هو أحد أكبر مصادر مشاركة الصور ومقاطع الفيديو في العالم.
ويعتبر التلفزيون وسيلة سمعية بصرية للاتصال بالجماهير عن طريق بث برامج معينة وله خصائص وسمات لا توجد في وسائل إعلامية أخرى فهو ينشر الوعي بين الأجيال المختلفة عن طريق عرض قضايا تهم الإنسان والمجتمع إما عن طريق الأخبار أو البرامج الترفيهية أو الدرامية المتنوعة. وللتلفزيون تأثير متزايد على صنع القرار وهو أداة رئيسية في إعلام الرأي العام وتوجيهه والتأثير فيه وتتمحور الثقافة فيه حول الجسد والصوت والصور. وتوجد العديد من الإحصائيات الرسمية الخاصة بالتلفزيون إذ يبلغ عدد الأسر التي تمتلك تلفازا في جميع أنحاء العالم 1.67 مليار أسرة وقد تم إنفاق 166.3 مليار دولار على الإعلانات التلفزيونية في عام 2019.
وللتلفاز دور مهم في التعليم، حيث يتم عرض برامج تعليمية للأطفال مثل «افتح يا سمسم» والبرامج التي تعلم الأطفال الأرقام والحروف والمهارات الاجتماعية. وكذلك له دور في السياسة وتحليل الأحداث السياسية واستضافة المتخصصين في هذا المجال، بالإضافة إلى البرامج الطبية التعليمية والبرامج الاجتماعية والدينية والثقافية والتربوية.
ويوفر التلفاز العديد من البرامج التي تقوم بتوسيع أذهان المشاهد والنظر إلى ما وراء الحياة اليومية ولديه القدرة على الترفيه وتوحيد العديد من الأشخاص لمتابعة البرامج الحية كالمباريات الرياضية والأخبار الخاصة بقضايا المجتمع الحالية والأفلام الوثائقية التي تهم الجميع. وتم اختيار عنوان «جودة المحتوى» للاحتفال بيوم التلفاز العالمي لهذا العام، حيث إن جودة البرامج التلفزيونية تنعكس في مدى قدرة التلفاز على إثبات جدواه في الترفيه وإلهام وإعلام المشاهدين وحتى صناع المحتوى التلفزيوني عبر جميع المنصات.
ويعد اليوم العالمي للتلفزيون ليس مجرد احتفال بوصفه أداة، بل بالفلسفة التي يمثلها، حيث إنه رمز للاتصال والعولمة في العالم المعاصر وتطور التلفزيون من الأسود والأبيض إلى الملون ومن التلفاز الميكانيكي إلى الإلكتروني والرقمي وعالي الدقة ومن صندوق إلى شاشات ثلاثية الأبعاد، والعديد من الأحجام التي تناسب الجميع.
إن كلمة التلفزيون تتكون من مقطعين، الأول «Tele» ومعناه عن بعد، والمقطع الثاني هو «Vision» ومعناه الرؤية، فالكلمة تعني «الرؤية عن بعد»، وقد مكن التلفزيون المشاهدين من متابعة ما يحدث في جميع أنحاء العالم عن بعد، ويعد وسيلة من وسائل الإعلام الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها على الرغم من انتشار وسائل إعلام أكثر تقدما مثل أجهزة الكمبيوتر والإنترنت والهواتف المحمولة.