وأخيرا هلت بركات السماء علينا سخية، تقبلتها رمالنا، وأشجارنا وشجيرات بساتيننا، ومزارعنا وبحر خليجنا وأجسادنا بفرحة غامرة، لم يكدرها سوى بعض شبابنا من الجنسين بقيادة مركبات عملاقة تشفيطا، وتقحيصا، وإزعاجا يقلق الجميع، فلم يقدر هؤلاء ظروف المسنين والأطفال والمرضى وحاجتهم إلى الراحة وانزعاجهم من هذه الممارسات التي تقض الراحة وتبعث في القلب ضيقا، وبينما تعمل أجهزة الدولة المعنية على المتابعة والمراقبة ونشر الوعي عبر الإرشادات طوال أيام السنة ولياليها، لكن الأسف تشعر أحيانا بأنه «لا حياة لمن تنادي!».
لو دقق هؤلاء من شبابنا على ما يقومون به من مثل هذه التصرفات الطائشة لأدركوا أنهم يضايقون أهلهم وأحباءهم ومن يحرصون عليهم، ولتبين لهم ايضا أصل استخدام هذه الأنواع من المركبات في البلاد المتقدمة، الراقية، حيث يكون مجال استخدامها في حقول الزراعة، ونقل المواشي، والمحاصيل الزراعية، والأجهزة الثقيلة للبحر، والجبال، والسهول والمدن الصناعية، وغيرها، وذلك بعكس ما يحصل عندنا، حيث يتم استخدامها بالطرق، والشوارع والمواقف للمركبات، وتتسبب في زحمة الطرق ووقوع الحوادث التي تكون هي أول أسبابها لعدم الالتزام واحترام قوانين الدولة وضوابطها.
وهناك نقطة أخرى مهمة للغاية أيضا وهي هدر مياه الأمطار عندنا، فهذا أمر يحتاج إلى وقفة بحيث تتم الاستعانة بمخازن بيئية طبيعية للاستفادة منها بما يحول دون ضياعها، والاستفادة من هذه المياه المخزنة في الحفاظ على أشجارنا ونخيلنا الذي تأثر كثيرا وجف منه الكثير عطشا فمات وهو شامخ، للأسف!
وهكذا نختم بنصيحة الأوفياء المخلصين لنعمل على حماية العود الأخضر وذلك عبر الاهتمام بسيول وسليل مياه الأمطار، يرحمكم الله.
