الإعلام الأمني و4 حملات – بقلم : محمد الجلاهمة
بقلم : محمد الجلاهمة
استوقفتني حملة توعوية لسكان مدينة «لوليو» السويدية يتم من خلالها إلقاء التحية بعضهم على بعض بهدف تجاوز الانطوائية والانغلاق ومعالجة مشكلة لديهم.
أما نحن فلسنا بحاجة إلى مثل حملة المصافحة السويسرية من قريب أو من بعيد، فنحن من أكثر الشعوب مجاملة لبعضنا البعض والمصافحة والتحايا تأخذ اشكالا مختلفة من السلام باليد والأحضان حتى بوس الخشوم، بل نحن في الواقع بحاجة إلى 4 حملات توعوية تعالج ملفات خطيرة نعاني منها وتشكل هاجسا للأجهزة الأمنية .
الملفات التي أعنيها هي المخدرات في المرتبة الأولى ويليها في الأهمية العنف ثم الاستهتار، وأخيرا وجود نحو 130 ألف مخالف لقانون الإقامة داخل البلاد .
حملات التوعية بصفة عامة يكون الهدف منها إحداث تغييرات إدراكية أو سلوكية لدى جمهور محدد وخلال مدة محددة، ونجاحها يستلزم وجود معلومات وإحصاءات وبيانات عن المشكلة وأبعادها الحقيقية، وتحديد الشرائح المستهدفة بالحملة.
كما يتعين على الجهة المنظمة للحملة التوعوية حيازة وامتلاك بيانات أساسية ودقيقة حتى تنفذ الحملة بنجاح وتحقق الاهداف المنشودة من ورائها وليس فقط تنفيذ حملات دعائية محصلتها لا شيء مقابل ما ينفق عليها من مال، وحتى لا يكون ما يبذل فيها من جهد هدرا للطاقات فقط. كــــذلك حــملات التوعية الناجحة تعتمد في كثير مـــن الأحيان على النشر المـجاني تبـــرعا من وسائل الإعلام المختلفة، لتوصيل رسائلها المطلوبة إلى الجماهير المقصودة.
بالعودة الى الملفات الامنية المهمة التي تناولتها نجد أن الإعلام الأمني في وزارة الداخلية يمتلك كل مقومات نجاح هذه الحملات متى ما تم تبنيها.
فالإعلام الأمني لديه كافة المعلومات عن المخدرات والشرائح المستهدفة من هذه الآفة، وهو ما ينطبق ايضا على قضية مخالفي قانون الإقامة، وكذلك قضية الاستهتار والرعونة والعنف وحجم القضايا والأماكن التي يكثر فيها والشرائح المستهدفة، كما أن لديهم العلاقات التي تؤهلهم للانتشار المجاني أو حتى عبر الاعلانات مدفوعة الأجر اذا ما تتطلب الأمر، وكذلك البيانات الدقيقة .
جميلة هي الدعوات التي تتضمنها الأخبار المتعلقة بضبط مخالفين والدعوة لعدم ايواء المخالفين للعقوبات المترتبة عليها ودعوة أولياء الأمور الى الابلاغ عن تعاطي الأبناء ونبذ العنف وتعقب المخالفين والمستهترين والدعوة الى عدم اعطاء غير البالغين مركبات لتعريض حياتهم وحياة الآخرين للخطر، ولكن من الأجدى والأجمل ان تنظم حملات توعوية مخطط لها وصادرة عن جهة ذات ثقة ومصداقية وقدرة وكفاءة في التنفيذ.
حفظ الله الكويت من كل مكروه.