مهارات الأطفال التوحديين – بقلم : د.ناصر أحمد العمار
أصدر الأخ الفاضل د.فيصل حردان السليسل كتابا حديثا تحت عنوان «المهارات الاجتماعية للأطفال التوحديين»، تشرفت بالحصول على نسخة منه أثناء مقابلتي له في ديوان الأخ الفاضل د.عبداللطيف السنان، يتكون هذا الكتاب من خمسة فصول، تناول به أهمية الاهتمام بمرحلة الطفولة المبكرة وأهمية برامج التدخل المبكر للحد من أثر هذا الاضطراب على الطفل وتخفيف الضغوط على الأسرة والعمل على ضرورة مواجهة هذا الاضطراب بالبرامج العلمية والاستفادة من الدراسات العلمية المعنية.
يعد اضطراب التوحد نوعا من اضطرابات النمو المعقدة التي تظهر في مراحل مبكرة من العمر وتستمر مدى الحياة لدى المصاب به فتؤثر على تفاعله واهتماماته المتنوعة والتواصل الجيد مع أقرانه والآخرين المحيطين به، ويختلف الأطفال المصابون بهذا الاضطراب (التوحد) فيما بينهم في قوة مظاهر الاضطراب وشدته مما يستدعي تدخلا طبيا أو استخدام برامج نفسية واجتماعية وخدمات مساندة لتقليل الاضطراب وشدته لديهم. وتستهدف كل هذه البرامج إلى تحسين مهاراته والتقليل من أنواع الضغوط التي يتعرضون لها سواء كانت «داخلية/ خارجية» المنشأ لأنه إن لم يتلق هذه البرامج بصورة مبكرة فإنه من الممكن أن تزيد من حدة هذه الأعراض ويسوء تكيفه الاجتماعي مع البيئة والأسرة وأقرانه وهذا هو السبب الحقيقي في تأليف هذا الكتاب.
إن تناول موضوع المهارات الاجتماعية لهذه الفئة يستوجب الاهتمام به من باب الوعي والإدراك الوالدي والمجتمعي والشعور بالمسؤولية. كما ندعو المؤسسات الحكومية المعنية بهم في سرعة إنشاء المركز الوطني للقياس والتشخيص واعتماد دليل موحد للأشخاص ذوي الإعاقة والعمل على اقتناء أحدث الاختبارات والمقاييس العالمية وتقنينها للكشف عنهم بصورة مبكرة وأن يتم أقتناء البرامج العالمية الأكاديمية والنفسية والاجتماعية مع تدريب الكوادر الوطنية عليها.
لخص المؤلف في الفصل الأول من كتابه الحديث عن مفهوم مبادئ الإرشاد النفسي والتوحد، وأهداف وأدوار وأسس الإرشاد النفسي، ثم عرج في الفصل الثاني على مفهوم التوحد واختصاصات وسمات المميزة للاطفال التوحديين، ثم تطرق لأنواع اضطراب التوحد وتصنيفاته، ليدخل في منطقة غاية في الأهمية، وهو أساليب وأدوات تشخيص اضطراب التوحد التي تتطلب مهارات وقدرات مهنية للتعامل مع التشخيص، كما كتب عن برامج وتأهيل الأطفال التوحديين، وكان لبرامجهم الإرشادية للأطفال نصيب وافر من هذا الكتاب.
أما الفصل الثالث فيؤكد المؤلف فيه على أهمية النمذجة عبر تقنية الوسائل المرئية كآلية لتنمية المهارات الاجتماعية للأطفال التوحديين، ثم كتب عن التعلم التعاوني كإستراتيجية لتنمية المهارات الاجتماعية. أما في الفصل الرابع، فقد ذكر المؤلف بعض البحوث والدراسات العربية والأجنبية التي تناولت المهارات الاجتماعية للتوحديين مع التعقيب، وفي الفصل الخامس تناول المؤلف برنامجه المقترح في تنمية المهارات مثل مهارة الرد على التحية، والإجابة على طلب الآخرين، ومهارة بدء اللعب والتحدث مع الغير.
المؤلف في كتابه هذا أرشدنا نحو إمكانية تطوير المهارات الاجتماعية عن طريق عدة تدخلات مثل توظيف التعلم التعاوني والنمذجة واستخدام التكنولوجيا المساندة بالإضافة إلى التدخلات النفسية والاجتماعية الأخرى بهدف تحسين مهاراتهم الاجتماعية ونظرتهم للحياة وتمكينهم اجتماعيا ليكونوا قيمة مضافة له.
شكرا للدكتور فيصل على هذا الاصدار الذي ستكون له فائدة قصوى لكل من يهمه الأمر.