المنتج المحلي – بقلم : د. عادل رضا
أثناء تسوقي في الجمعية التعاونية لاحظت ظاهرة «إيجابية» تتعلق بالترويج وإبراز المنتجات المحلية الكويتية على الأرفف والمساحات الأرضية ضمن طريقة إعلانية جاذبة للمستهلك، وهذه المسألة بكل تأكيد تمثل حالة حضارية داعمة للحالة الصناعية والتجارية الكويتية.
إن «دعما» كهذا مطلوب دائما لما يحمله من فوائد، لذلك تسعى الكثير من دول العالم الأخرى إلى حث مواطنيها والطلب منهم دعم الشراء والدعاية للمنتج المحلي والترويج له، لأن هذا الأمر «مهم» لما له من دور «تكاملي» في دعم واستقرار الاقتصاد الوطني وارتباطه الجذري مع التنمية، ناهيك عن انه يمثل إحدى أهم الركائز والبدائل لتنويع مصادر الدخل، وبالتالي تقوية مراكز المؤسسات الصناعية على المستوى الإداري والتنظيمي وأيضا تضخيم دخلها المالي وتنشيط حركة السوق وبالتالي قدرتها على استيعاب القادمين الجدد من «المواطنين» الى سوق العمل.
لأن شراء المنتج الوطني سوف يزيد من الإنتاج ويترتب عليه دعم كل المشاريع الكويتية حتى الصغيرة والمتوسطة منها، وكذلك تطوير آليات نقل وتسويق المنتجات، أما الفائدة العظمى فهي دفع عجلة الاقتصاد وتدوير المال في الداخل وعدم هروب الأموال إلى الخارج. كما أن دعم المنتج الوطني سوف يجذب المزيد من الاستثمارات، فعندما يرى المستثمر «الأجنبي» القوة الشرائية في البلد فإنه بكل تأكيد سيحرك رؤوس أمواله فيه، وسيترتب على هذا التشغيل النقدي الكثير من الفوائد التي تعود بالنفع على الدولة والجماعات التجارية والعامة من الناس.
إن كل تلك الأمور وإنجازها على أرض الواقع يتطلب تضافر جميع الجهود، إذ «لا» يمكن لأي مجتمع لأن يحقق نهضة حضارية ويتجاوز معوقات التنمية، إلا بالاعتماد على المنتجات المحلية.
ان المبادرات «الإيجابية» التي تخدم الوطن والمواطن من الأشياء التي يجب الإشادة بها وأيضا العمل على انتشارها في أكثر من موقع آخر، ونحن اذ نشكر الجمعيات التعاونية التي تنفذ مبادرة «واعية» كهذه، تعزز واجبها في الارتقاء بالمستوى الاجتماعي والاقتصادي والإنتاجي للدولة، نحن نتمنى ان تتحرك باقي المؤسسات التعاونية وتطبق نفس هذه المبادرة، وذلك لإبراز دور الجمعيات الاجتماعي والتنموي والخدمي نحو المواطن، وخاصة انها تمثل رابطا مهما بين الجماعات التجارية الكويتية وباقي المجتمع. وهذا على العكس من «الفكرة الخاطئة» و«الاعتقاد المغلوط» ان الجمعيات تحارب التاجر الكويتي! وهذا الكلام «غير صحيح»، حيث ان واقع الحال الموجود يقول لنا: ان كل ما يباع في الجمعيات التعاونية له وكيل او مستورد كويتي.
لنعمل جميعا على مساندة المنتج الوطني فجميعنا نشترك في هدف واحد، وهو تطوير اقتصاد البلد.