الكويت.. ولجانها وجمعياتها الخيريّة – بقلم : د.محمد خالد الحجيفه
من النعم التي أنعم الله بها علينا، تلك اللجان والجمعيات الخيرية، التي تنتشر في ربوع الكويت، مما يعطي لبلدنا روحا إنسانية ولمحات مضيئة، وهذا الأمر يظهر بوضوح لكل من يتابع ما تقوم به تلك اللجان والجمعيات من أعمال خير في الكويت وخارجها.
وأعتقد أن تلك الأمور هي السبب الرئيس، في أن تظلّ الكويت عصيّة على كل من يعاديها أو كل من يريد أن يبثّ سموما حاقدة عليها، وستظل – إن شاء الله – واحة أمن وسلام وطمأنينة تملأ قلوب أهلها.
فالمساحة المتاحة، لا تتسع لذكر كل أو حتى معظم تلك اللجان والجمعيات التي تسير في طريق الخير والإغاثة، فهي كثيرة وأهدافها واحدة، واهتماماتها مشتركة، فهي تعمل بشكل تلقائي وسريع ومن دون أن تضع في حساباتها أي مصلحة أو نيّة أو رغبة خاصة، حيث إن تحرّكها مدفوع بأيدٍ إنسانيّة، ورغبة في تخفيف الألم عن الذين يتعرضون للكوارث والمحن، سواء كانت بشريّة عن طريق الحروب والنزاعات أو طبيعيّة من خلال الكوارث والزلازل والبراكين.
ولقد شهدت بنفسي في إحدى الدول العربيّة التي تعرض أهلها لكارثة طبيعية ما يقوم به القائمون على لجان الإغاثة الكويتية من العمل الجاد والمثابرة، وبذل الجهد بحب وتفانٍ، في سبيل إيصال المساعدات الكويتية لهؤلاء البسطاء الذين تعرضوا لكارثة أتت على منازلهم، وشرّدتهم بأطفالهم ومرضاهم، ففي الحقيقة كنت فخوراً بهذه الأعمال، وممتناً بدور الكويت الكبير في هذه المسائل الإنسانية.
وأكبر دليل على فزعة الكويت.. تلك الجسور الجوية التي نظمتها الكويت لإغاثة اهالينا وأحبابنا في غزة، للتخفيف عنهم من هول ما تقوم به الآلة الصهيونية من تدمير وقتل.
لذا، فإنني أحيي كل العاملين في هذه اللجان والجمعيات الخيرية التي تبرز الوجه المشرق للكويت، وتجعلها في طلائع الدول التي تحسّ بآلام المنكوبين، وتريد أن ترسم الابتسامة على وجوه الأطفال الذين يتعرضون للمصائب.
اللهم احفظ الكويت وأميرها وولي عهده الأمين وأهلها، وكل من يقيم على أرضها الطيبة من كل مكروه.