دخلك يا طير الوروار! – بقلم : محمد الصقر
ترنمت بكلمات هذه الأغنية وأطربت الجمهور مع ألحانها حنجرة الفنانة القديرة فيروز في ستينيات القرن الماضي، راجية أن يسمع نصائحها الطائر اللبناني جميل الصوت والصورة، ولايزال صيته وصوته يطرب أهله لبنان ويضيف إلى طبيعتها الساحرة، وهدية اللبنانيين له احترامه وتنقله بينهم بسلامة.
أما عندنا وتحديدا بجوار جون بحرنا الخليجي حيث يكون «طائر الفلامنغو» خلال هجرته ضيفا على الخويسات، والدوحة، وعشيرج، والصبية، فللأسف في مثل هذه المواسم تلاحقه بنادق ورصاصات «أعداء البيئة والطبيعة» لتدمر حياته وتشتت مجموعاته المسالمة، ما يجعله بحاجة إلى من يحمي حياته، ويحترم زيارته وتجمعاته الجميلة، بعد رحلته الطويلة من بقاع أوروبا شرقية وغربيه طلبا للدفء والأمان في أجمل موقع جغرافي سياحي على سواحلنا ذات أجمل اطلالة وصورة.
ومما يزيد الطين بلة هو جهل من يقومون بهذا التصرف بأن هذا الطائر الأوروبي المسالم لا يحمل لحوما تؤكل، ولا شحوما تشويها النار! بل هي أجساد لطيور تحمل صفات جمال الابل طولا لرقابها، ومثلها الأرجل تسعفها للهروب من قتلتها ومجرمي رصاص عبث بنادقها ولصوص غربتها.
ورغم جهود الجهات المعنية والراعية للبيئة والطبيعة للحد من تلك التعديات تحت ظلام الليل، وفي ساعات الفجر الباكرة لتقوم بواجبها المطلوب لكن «اليد الواحدة لا تصفق»، فبالإضافة إلى تنبيهات مؤسسات رسمية تحذيرية في هذا الشأن، المطلوب زيادة مستوى ذلك بالضبط والربط القانوني لحماية ثروات بيئتنا الطبيعية من الفاسدين الذين يعتدون على البيئة بالصوت والصورة ويقتلون طائر الفلامنغو (زائرنا الذي يجب إكرامه، واحترامه، كما يجب حماية بيئتنا برا وبحرا).