بقلم : رياض عبدالله الملا
مدلولات كثيرة تسهل قراءتها من الموجة الشعبية العارمة التي برزت في الأيام الأخيرة واضحة جلية في التعاطف مع صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، ولأنها تصدرت المشهد المحلي واجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي معبرة عن المكنون العظيم والحجم الاستثنائي من الود والحب والتقدير والاحترام والإكبار والإجلال لقائد سفينتنا، حفظه الله ورعاه، فكان لا بد من قراءة المشهد بعناية.
وكنت أتوقف عند بعض من التغريدات التي تتناول الوعكة التي ألمّت بأميرنا المكرم وهي تجرف وراءها سيلا من التعليقات الإيجابية تتنوع ما بين دعاء لسموه واستحضار لمواقفه، واستذكار لسلوكه وطباعه. وقد وقع نظري على تغريدات من هذا القبيل في قمة البساطة، ورغم أن فيها من العفوية ما فيها، إلا أنها تؤكد أن طبيعة صاحب السمو وحسن عشرته وحجم محبته بن الناس محفور في الذواكر.
هذه الوعكة الصحية، التي نسأل الله أن تزول قريبا والتي تفاعل الجميع معها، أنظر لها من جانب إيجابي مشرق أيضا، فقد كشفت بصورة جلية منسوب الثقة المرتفع في سمو الأمير، والفخر الذي يشعر به الكويتيون بحاكمهم الذي يمثل حالة استثنائية من التواضع للجميع وخفض الجناح للآخرين، فصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه، هين في مشيه لين في خلقه، معتز بطاعة ربه، يصلي في مسجد عام بين أبناء شعبه، لم يبحث عن هيلمان الحكم وهالاته الجاذبة ومواكبه السوداء وحراساته المشددة. ولك أن تحرك بإصبعك في جوالك متنقلا بين عشرات الآلاف من التغريدات والتعليقات التي تستذكر أشياء من هذا القبيل أو تلهج بالدعاء لسموه وتذكره بالخير.
هناك قطوف كثيرة من بستان صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد لا يسع المقام لذكرها ولا مقالة بهذا الحجم لحصرها، ولعلي أستذكر هنا حرصه البالغ على ما يتطلع إليه أبناء شعبه، فيوصي بذلك أمناءه على الدولة، يحثهم على الاقتراب من المجتمع وسماع ما يدور في أفلاك الناس للوفاء بمتطلباتهم، وتحقيق نهضتهم واستقرارهم، والحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيز التسامح والتعايش السلمي بين مكونات المجتمع الكويتي.
شخصية صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله، كانـت ولا زالت تتحفنا بكل جميل، وتعبر لنا عن رمزية الوحدة والتلاحم بين أبناء المجتمع، فهو قائد يحظى بحب واحترام الجميع، مما كان له أبلغ التأثير على الشعب الكويتي والمقيمين على هذه الأرض الطيبة، فلم يأنف التواضع للكبار والعطف على الصغار، والسلام على المواطنين والمقيمين، وكان لتواصله المباشر مع الناس واحتكاكه بهم وحرصه على خدمتهم أثر عظيم.
٭ في الختام: ما يجب علينا كمواطنين في ظل ما ألمّ بأميرنا الشيخ نواف الأحمد من ظروف صحية هو أن نجأر إلى الله بالدعاء وأن نحافظ على وحدتنا وتضامننا ودعمنا لأميرنا وولائنا له كرمز وطني ونموذج حاكم رائع، وأن نتحلى بالوعي ونحذر من الشائعات المغرضة والتكهنات السلبية.
٭ كلمة أخيرة: إن المتأمل في سيرة صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد يجد معينا كبيرا ودروسا عظيمة وحظا وفيا من قدوة تنشدها فيمن أوكل إليه أمر العامة، فلك أن تقلب في مواقفه وكلماته لتجد أن التواضع والبساطة هي المعدن الخالص الذي يأسر قلوب الناس ويجبرها على الحب، وليس الجاه والغطرسة والاستعلاء.
اللهم رب الناس أذهب البأس اشف أميرنا الشيخ نواف الأحمد شفاء لا يغادر سقما وألبسه ثوب الصحة والعافية.. آمين.
