أيا راحلاً قد استودعناك ربنا.. قد غادرت الحياة ومثواك قلوبنا .
يرحل الجسد وتبقى الذكرى الطيبة ، تنتهي سنوات عمره وتستمر مناقبه الحميدة للأبد ، شيخٌ ليس كمثلهِ أحدٌ ، شيخٌ حكم فعدل فرحل مطمئناً واثقاً بمغفرة الرحمن .
برحيلك يا سمو الفقيد ترتدي الكويت حلت الحداد وتنهمل من المُقل دموعُ الأحزان ، وتتباكى لرحيلك كل الأوطان ويعزينا بفقدك كل قريبٍ وبعيد ، لقد شاءت حكمة المولى أن ترتجل من سدة الحكم وتمضي لقضاؤك المحتوم ، رحلت وبفضل الله أن ألسنة الخلق تلهث بالدعاء لك بالمغفرة والرحمة ، أحببت الجميع فأحبك الكل دون استثناء فأنت نواف الخير والعطاء .
فُجعنا .. نعم فُجعنا برحيلك وعم الحزن في قلوب المحبين وصدحت الحناجر بآهاتِ وأنين فعلى من نبكي إن لم نبكيك اليوم يا فقيد المحراب ، سيبكي رُكنك في مسجد بلال بن رباح اشتياقاً لسموك ومصحفك سيشتكي الهجر وذاك الكرسي سيشتاق لك ، سيشتاق لك المصلين ويستذكرون وجودك بينهم عبداً صالحاً لا شيخاً وأميرا ، غرست في نفوس الخلق بذور الحب والمودة ومددت بين سموك وبينهم جسور التواصل والتلاقي ، ما استكبرت يوماً فقد صافحت بيمينك يمين رعيتك ، وقبل سموك جبين الأطفال حباً وعطفاً .
اليوم أَنظر بطرف عيني لعلم الكويت منكساً وبنبرة الحزن أقول والألم يعصر ثنايا قلبي إن لله ما أخذ ولله ما أعطى والحمدُ لله على كل حال مستذكراً كلمات سموك بأنها لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك ، يبقى المصاب في سموك جلل وتبقى يا سيدي أكبر من كلمات الرثاء وحروف العزاء ولكن عزاؤنا في من استخلفته علينا سمو الأمير مشعل الأحمد الصباح حفظه الله ورعاه والذي نسأل الله أن يعينه على حمل الأمانة ، ونحن على ثقة بأن سموه خير خلف لخير سلف ، رحمك الله يا سيدي نواف وغفر لك ورحمك رحمةً واسعةً ونبارك لسيدي سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الصباح حفظه الله ورعاه .. ودمتم سالمين للوطن الغالي الكويت 🇰🇼
العقيد الركن المتقاعد
ناصر سلطان سالمين
أسير محرر وكاتب
#نواف_الأحمد_الصباح
