صلوات بلا احتفالات.. هكذا استقبل المسيحيون في الكويت عيد الميلاد المجيد – وفقا للتقويم الغربي – دون أي مظاهر تدل على الفرح، نظرا لما تمر به الكويت من حالة حزن على وفاة سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد، رحمه الله وطيب ثراه.
وأعرب رعاة الكنائس في تصريحات لـ «الأنباء» عن حزنهم لرحيل سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد، ودعوا الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.
كما أعربوا عن أطيب التمنيات بالتوفيق لصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد في قيادة البلاد إلى مرحلة جديدة من التنمية والرخاء والازدهار.
60 عاماً من العطاء
في البداية، قال راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية القس عمانويل غريب: «فقدت الكويت أميرها الراحل سمو الشيخ نواف الأحمد الذي انتقل إلى جوار ربه بعد حياة حافلة بالإنجازات كرسها لخدمة الكويت وأهلها بكل أمانة وإخلاص من خلال المناصب التي تقلدها طوال 60 عاما من العطاء».
وتابع: «لقد كان أباً حنونا وعطوفا، وأميرا متواضعا أحب شعبه فبادره أهل الكويت المحبة والاحترام».
واستطرد القس عمانويل غريب: نهنئ خلفه صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه، بمناسبة تولي سموه مقاليد الحكم ومسند الإمارة، سائلين الله أن يمنحه من حكمته زاداً، ومن معينه قوة للسير قدما في مسيرة سلفه الصالح لما فيه خير الكويت وأهلها».
وأضاف: ندعو الله أن تظل الكويت واحة أمن وأمان وازدهار وسلام في عهد صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله.
وتابع غريب: «نشكر الله على ما نتمتع به من حرية في ممارسة شعائرنا الدينية، فالكويت بلد الحريات الدينية بحق».
وعن الأوضاع في المنطقة، قال: نصلي لأن يعم السلام في العالم وخاصة منطقتنا العربية، وأن يعطي الله الحكمة للرؤساء لكي يعملوا على وقف الحروب والدمار الذي يحدث في فلسطين لينعم شعبها بحقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
قائد كبير
من جهتـــه، قـــال متروبوليت كنيسة الروم الأرثوذكس المطران غطاس هزيم: بداية أسأل الله في هذا العيد المبارك أن يمن بالصحة والعافية على صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الذي فرحت قلوبنا بتوليته الإمارة ومعروف لكل من في الكويت بكفاءته وحكمته وحزمه مع رحمته ومحبته.
وتابع: إنه قائد زرع في النفوس من لحظة توليه سدة الإمارة الطمأنينة والأمل بمستقبل زاهر، ونمو بكل مناحي الحياة.. ألا مدك الله بالحكمة والصبر والعمر المديد وحماك من أي مكروه.
وأضاف هزيم: لاحظتم يا أحباء أننا اقتصرنا هذه السنة في احتفالاتنا فقط على الصلاة، لأن في قلبنا حسرة وألما على رحيل المغفور له سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، طيب الله ثراه، فبرحيله فقدنا أباً محبا ومتواضعا، أسكنه الله فسيح جنانه.
واستطرد قائلا: «أيضا كيف لا يخيم علينا الحزن على أحباء لنا، يذبحون ويهجرون وتهدم منازلهم ومساجدهم وكنائسهم، كيف لا تحمل قلوبنا غصة وبيت لحم، مدينة السلام بلا سلام ولا أمان، أية إنسانية هذه عندما يستباح البشر والحجر، ها هم أطفال بيت لحم يقتلون من جديد على يد أحفاد هيرودس، ألا يحق لأطفال فلسطين أن يحلموا كما يحلم أطفال العالم؟ لماذا يحرمون الطفولة؟ يحرمون الأمان والأمنيات والسلام؟ ألأنهم فلسطينيون؟!
وشدد على أن ما يحدث في فلسطين هو «وصمة عار على جبين المجتمع الدولي».
وتابع: «نسأل الله أن يحل العدل والسلام في عموم دول المنطقة وأن يلهم أصحاب القرار إلى خير العباد والأوطان».
وختم المطران غطاس هزيم: «أخيرا، أعايد أحبتنا الكويتيين والمقيمين في هذا البلد الحبيب الكويت، متضرعا إلى الله أن يعمره بالمحبة ويحميه من كل أذية».
