يا دارنا يا دار – بقلم : مشعل السعيد
الدار هي الوطن، قلب المرء النابض ودم الناظر، وعيونه التي يرى بها، وعندما يتحول حب الوطن إلى عشق وولع نصفه بالدار عنوانا للمّ الشمل والألفة والمحبة.
وما أجمل قول ابي نواس الحسن بن هانئ:
يا دار ما فعلت بك الأيام
لم تبق فيك بشاشة تستام
عرم الزمان على الذين عهدتهم
بك قاطنين وللزمان عرام
انظروا إلى الطيور لا تصبر عن أعشاشها، حتى السمك إذا خرج من الماء انظروا إليه كيف ينتفض ثم يموت، ولا عزاء لمن حرم وطنه. وقد صدق الدكتور الشاعر أحمد عبدالرزاق العدواني حب وطنه حينما قال:
يا دارنا يا دار يا موطن الاحرار
يا نجمة للسنا على جبين المنى
السحر لما دنا غنى لنا الاشعار
التبر في برها والدر في بحرها
والحب في صدرها نبع من الآثار
كانت الكويت كوتا صغيرا ثم أصبحت وطنا يسر الناظرين ويُسّر لها أمراء عادلون وشعب كريم طيب، وهذه الأرض الذي اجتمعنا بها محفوظة بإذن الله لم يردها أحد بسوء إلا وكبّه الله على وجهه وأذاقه وبال فعله بسوء فعله والشواهد على ذلك كثيرة. ومن وصايا الأمير عبدالله بن رشيد لابن أخيه عبدالعزيز المتعب بألا يتعرض للكويت بسوء فلن يفلح ابدا من يريد بها سوءا. ومن الأهمية بمكان بث الروح الوطنية في نفوس ابنائنا وبناتنا منذ الصغر والحث على طاعة ولاة امورنا، فأي ضعف في الحس الوطني وانتشار التفاخر والتباهي بالقبيلة والتعصب والتحزب والتعنصر على حساب الوطن الذي يضم الجميع هو بمنزلة كارثة ومصيبة وشق في جدار الوطن الذي تكفل برعايتنا وصون كرامتنا من المهد الى اللحد، اقول ذلك ولسان حالي يردد قول المولى عز وجل (فذكر إنما أنت مذكر، لست عليهم بمسيطر ـ الغاشية).
ان الوطن له حق كبير علينا فهو الدار التي يضمنا سقفها فلا صوت يعلو على صوت الوطن، ولا حق أحق من الوطن ارض العزة والكرامة (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِـ البقرة: 126)، هذا ودمتم سالمين.