في وداع ضرار الدخيل – بقلم : محمد الصقر
لله ما أعطى ولله ما أخذ، ويقال بالأمثال «أرحام تدفع، وأرض تبلع»، ذلك هو وداع زهرة الشباب وقدوتهم بالأمس القريب وهو في خندق وظيفته، بين زملائه ووداع أحبابه قبيل أيام من رحيله، كما هو فراق والده المرحوم بإذن الله عبدالله دخيل الدخيل قبل 40 عاما تقريبا بذات الطبيعة والهدوء. تلك هي سيرة المخلوق كما أرادها الخالق تتبعهم السكينة والهدوء تربية وتعليم والديهم، رحمة الله عليهم. ومن المصادفات أنه قبل وفاته بيومين عند ختام زيارتنا ديوانهم العامر بمنطقة بيان العامرة تقدم الراحل الغالي للسلام علينا وسألني الغالي ضرار «عمي هل قتل النساء والأطفال بوحشية أعدائهم بلا عقاب وحزم دولي يرضي الإنسانية؟!»، جاوبه الحضور بأن «الله ولي الصالحين وعقاب الخالق شديد على الظالم».
أنهى الحوار خارج الديوان زخات ممطرة بابتسامة ضرار ورزانته ودع خلالها رواد الديوان لم يعلم الجميع انها ختام اللقاء بديوانهم للراحل الرزين وأمثاله إلى جنة النعيم ولمن تولى تربيته وإخوته بجهود الفاضلة أم ضرار بعد رحيل والده الغالي والجد ضرار دخيل الدخيل، وللجدة الكريمة دورها الكبير بذلك.
«إذا أحب الله عبدا حبب عباده فيه»، أبشر يا بوعبدالله للمشهد المهيب يوم وداعك الخميس 15 ديسمبر 2023، حيث طوابير التعازي خارج القاعات الرسمية خلال الانتظار بلغت أسوار مقبرة الصليبخات بمشاركات رسمية حكومية وبرلمانية وكذلك من مواطني الكويت بكل نسيجها ووافديها بداية من صلاة العصر للمسجد الكبير بصليبخات ثم التشييع للجنائز المشاركة، ثم طوابير حارات العزاء باسمكم والآخرين تشهد دعواتها لجميع الراحلين.
رزقكم الله يا بوعبدالله شفاعة نبينا الحليم ليكون مأواكم جنة النعيم ورحم الله السابقين لكم واللاحقين حتى يوم الدين وغفر لهم غفرانا بدعوات مقبولة لأهل العزاء والمعزين ولا حرم الجميع من خيرها وأجرها، اللهم أمين يا رب العالمين.
إنا لله وإنا إليه راجعون، عظم الله عزاء أسرتي الدخيل والتركيت وأحبابهم جميعا.