منذ بزوغ فجر الأغنية الشرقية، اقترن الزمن الجميل بصوت أم كلثوم يصدحُ من بعيد، إذ لا يصحُ المساء الكلاسيكي إلا بسماع أجمل اللوحات الفنية التي خلفتها السيدة في أرشيف الموسيقى العربية.
صراع أغاني الزمن الجميل.. نزاع قديم يتجدد بين الحين والآخر
الناقدة الفنية: قضايا الإرث الموسيقي تعاني أزمة تنظيم في مصر
لكن في السنوات الأخيرة وصولاً إلى يومنا هذا، يواجه إرث السيدة حالة الاحتكار الفني وحقوق الملكية، إذ احتدم الخلاف مؤخراً، بعد ادعاء شركة “عالم الفن” الخاصة المملوكة للمنتج محسن جابر امتلاكها الحقوق الملكية الفكرية الخاصة بتراث أم كلثوم، فيما ادعت شركة “صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات” الحكومية، خلال مؤتمر صحفي العكس.
أزمة ملكية
وكان لدخول “جمعية المؤلفين والملحنين” على أطراف الجدل أثراً بالغاً في تفاقم الأزمة، إذ أعلنت الجمعية خلال المؤتمر الصحفي، تأييدها لملكية شركة “صوت القاهرة” الحكومية التي تدعي امتلاكها حقوق تسجيلات أم كلثوم.
لم ينتهي الخلاف هنا، إذ أكدت جيهان الدسوقي حفيدة السيدة مداخلة مع موقع “القاهرة 24″، أنها ستتخذ إجراءات قانونية بشأن ملكية تسجيلات أم كلثوم، لحسم الجدل القائم بين شركتي القاهرة وعالم الفن.
وقالت الناقدة الفنية هبة محمد علي في حديثها لـ24، إن صراع ملكية أغاني الزمن الجميل وخاصةً أم كلثوم “نزاع قديم يتجدد بين الحين والآخر”.
وأوضحت أنها ليست المرة الأولى التي تدعي فيها شركة صوتيات ملكيتها لإرث موسيقي عربي، إذ سبق نزاع أم كلثوم، خلاف حول الملكية الفكرية لأغنيات عبد الحليم حافظ، حين عقد قريبه محمد شبانة مؤتمراً يدعو فيه لحفظ تراث العندليب.
القضاء لا يحسم الجدل
وبحسب تفسير محمد علي الملكية “نزاع مستمر قديم حديث، تخرج أوراقه ومستنداته بين الحين والآخر، ويتحول إلى القضاء ولا يتم البت في أمره”.
وترى محمد علي أن كلاً من صوت القاهرة ومحسن جابر يمتلكان حقوق تراث أم كلثوم، على حد سواء، وتشير محمد علي إلى أن “محسن جابر تاريخياً حصل على أحكام قضائية تفيد بأحقيته بتراث أم كلثوم”.
وتفسر الناقدة الفنية الجدل الدائر في الآونة الأخيرة بـ “الصراع الطبيعي” لشخصية بحجم وقيمة أم كلثوم.
وتلفت محمد علي في حديثها لـ 24 إلى “أهمية التفات القضاء لتقنين الإرث الفني لفناني الزمن الجميل، لضمان عدم ضياع حقوقهم، وتقرير المدة التي تقضي تحول ملكية الفنان إلى حق مشاع”.
اندثار إرث السيدة
وتوضح محمد علي أهمية “إعادة النظر في قوانين النشر، لأن الجدل الحالي يثير مخاوف من الوصول إلى حذف أغنيات السيدة من منصات الاستماع”، وتقول: “نخاف أن تختفي أغاني أم كلثوم أو تصبح حكراً على أحد بالنسبة لنا كمستمعين، أو أن يندثر تراثها بسبب جدلية ملكية أغانيها”.
وتحسم الموضوع قائلة: “قضايا الإرث الموسيقي تعاني أزمة تنظيم في مصر”.
