بين البذرة والثمرة – بقلم : سارة صالح الراشد
هل نعيش في زمن مادي؟ أم أن المادية جزء أصيل في الحياة البشرية؟ هل هذا زمن الترف والكماليات؟ أم أن النفس تحب ترف العيش والتملك؟
دائما نحتاج إلى الموازنة فيما يتعلق برغباتنا مقابل إمكانياتنا، ونحرص على مبادئ الصواب والخطأ، وبين المعقول واللا معقول.
البعض يعيش حياته عشوائيا ولا يخطط. والبعض يرسم أهدافا قريبة وبعيدة باعتدال. والبعض يفرط في التخطيط! البعض الأخير يشرد عن الحاضر في خيالات المستقبل! هو يفعل كل ما يفعل من أجل غاية مستقبلية -غالبا- ما تكون مبهرجة!
من حقك أن تخطط لامتلاك سكنك الخاص -على سبيل المثال- ومن الوعي والمسؤولية أن ترتب لهدفك وتكتسب المعرفة وتطلع على المجال وتتابع تطوراته وتكتسب خلفية سليمة حوله، ولكن عندما يسرح تفكيرك في المواصفات الشكلية وتركز على المظهر لا على المضمون، عندما يكون المقياس للتملك هو الترف لا الاستقرار.. هنا تكون انشغلت بالقشر لا باللب!
إن الحياة بكل احتياجاتها، وفي صراعاتها وكدحها، لا يكاد يهونها إلا سلامة الصدر وراحة البال، تلك الأمور (المعنوية) التي لا تجلبها الأمور المادية!
فبيت العمر الذي تتطلع إليه لا تغنيه أسواره البراقة ولا روعة تشييده ولا حجمه. تلك مواصفات جمالية محببة من الطبيعي الاهتمام بها، هي جزء من الخطة، لكنها ليست البذرة! وليست لب الثمرة! إنها القشرة! ما مدى أهمية الواجهات المهيبة إن لم تبذر بذرة أمل لحياة آمنة كريمة؟ إن لم تجتهد باستبشار؟ إن لم يكن لب هذا البيت أسرة ودودة مترابطة؟
النــوايا والعلاقات هي حياتنا كلها. من علاقتنا بخالقنا إلى كل مخلوقاته، نحن نبذر في كل أرض، ونسقي من عطائنا، وثمار ذلك ما نتركه من لمسة على الآخرين، والأشياء كذلك من حولنا، وما نجد أثره في نفوسنا. بقية ذلك إضافات وشكليات وقشور.
للقشر وجود، وأهمية، وجمال! لكنه لن يسلبني ثمرتي أبدا.