لن يحظى الأمير فريدريك والأميرة ماري بحفل تتويج.. لماذا؟
في أعقاب إعلان ملكة الدنمارك، مارغريت الثانية، تنازلها عن العرش لابنها الأمير فريدريك؛ ليتم تنصيبه ملكاً بدلاً منها في 14 يناير 2024، وهو اليوم الذي يوافق الذكرى الـ52 لجلوسها على العرش، بدأت الأنظار تتجه إلى الملك الجديد وزوجته، وكثر السؤال حول ما إذا كان الأمير وزوجته ماري سيحظيان بحفل تتويج، على غرار ما حدث في العائلة الملكية البريطانية.
وأشارت التقارير إلى أنه، في يوم تسلم الأمير العرش وتنصيبه ملكاً، لن يكون هناك حفل تتويج رسمي، وإنما سيتم الاكتفاء فقط بإعلانه ملكاً من قلعة أمالينبورغ في العاصمة كوبنهاغن.
وأكد القصر الملكي الدنماركي أن ولي العهد (55 عاماً)، وزوجته (51 عاماً)، سيُعرفان باسم جلالة الملك فريدريك إكس، وجلالة الملكة ماري.
لكن.. لماذا لن يكون هناك حفل خاص بالتتويج؟
يشرح المؤرخ الملكي، مارلين كوينيج، السبب وراء ذلك، قائلاً: «إن الملكية في المملكة المتحدة فريدة من نوعها، عندما يتعلق الأمر بتتويج الملوك، حيث أقر البرلمان العديد من الأفعال التي تتطلب السيادة، وأنه يجب أن يكون هناك حفل تتويج بعد الانضمام».
أما في حالة الملكية الدنماركية، فقد كان التتويج الدنماركي الأول عام 1170، والأخير في عام 1840 للملك كريستيان الثامن وزوجته الثانية كارولين أميالي، التي نقلت العرش بعدها إلى ابنها فريدريك السابع، الذي لم يكن لديه أطفال على قيد الحياة.
ويضيف مارلين أن الملكية في الدنمارك كانت اختيارية حتى عام 1660، إذ كان الملوك يعيشون احتفالات تتويج كاملة، لكن التغير في نوع الملكية، إذ أصبحت ملكية وراثية عام 1660، الذي جلب حفلًا جديدًا، إذ ظل الملوك والملكات يُمسحون بالزيت (لكنهم لم يعودوا يُتوجون)، وظل الأمر كذلك حتى عام 1849، عندما تم التحول إلى الملكية الدستورية، وتم إلغاء كل هذه التقاليد.
ماذا سيحدث في يوم تنصيب الملك فريدريك إكس؟
منذ عام 1849، أصبحت التقاليد الدنماركية تنص على أن يقوم رئيس الوزراء بإعلان السيادة الجديدة، ومن سيكون الملك أو الملكة، حيث تم إعلان مارغريت الثانية ملكةً من على شرفة قصر كريستيانسبورغ في 15 يناير 1972، بعد يوم من وفاة والدها فريدريك التاسع.
وستكون هذه هي المرة الأولى التي سيحدث فيها الإعلان دون أن يخيم عليه الحزن، إذ إنه لم يأتِ بسبب الوفاة، وإنما بسبب التنازل عن العرش، لذلك لن يرتدي فريدريك ملابس الحزن خلال إعلانه ملكاً.
هل التنازل شائع في التاريخ الدنماركي؟
في حين أن تنازل إدوارد الثامن عن العرش عام 1936، أثار أزمة دستورية في بريطانيا، إلا أن التنازل ليس شائعاً في تاريخ الملكية الدنماركية، فآخر مرة شهدت فيها الدنمارك ذلك؛ كانت عندما تنحى إريك الثالث في 1146.
ورغم أن مارغريت الثانية كانت تؤكد في العديد من المقابلات والبيانات، أنها لن تتخلى عن العرش حتى وفاتها، فإن ظروفها الصحية، وجراحة ظهرها، دفعتها للتخلي، حيث قالت في خطابها ليلة رأس السنة 2024: «أدت الجراحة بشكل طبيعي إلى التفكير في المستقبل، وما إذا كان الوقت قد حان لترك المسؤولية للجيل القادم».