حرب غزة تهيمن على «دافوس» وإسرائيل تسعى لإنهاء «العمليات المكثفة»
أكثر من 100 يوم من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لم تتمكن من الحد من قدرة صواريخ المقاومة الفلسطينية على استهداف المستوطنات والمدن الاسرائيلية، في وقت احتلت الحرب على غزة حيزا كبيرا من نقاشات الجلسات الحوارية في منتدى دافوس الاقتصادي المنعقد في سويسرا.
ووسط القصف المكثف، دارت معارك ضارية وسط مدينة خان يونس جنوبي القطاع، حيث أعلنت المقاومة الفلسطينية أنها قتلت جنودا إسرائيليين. وأطلقت المقاومة الفلسطينية دفعة صاروخية كبيرة من قطاع غزة باتجاه نحو 19 بلدة بغلاف غزة والنقب الغربي، وأصيب مبنى بمدينة نتيفوت بشكل مباشر.
يأتي ذلك في وقت سحبت فيه إسرائيل جانبا من قواتها تمهيدا لتقليص عملياتها العسكرية إلى حد كبير في القطاع، وذلك بعد أكثر من 100 يوم تكبدت خلالها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
وتعليقا على الهجوم الصاروخي، قال وزير الأمن القومي اليميني المتطرف ايتمار بن غفير إن «سحب الجيش من مراكز حماس بغزة خطأ فادح وخطير وسيكلفنا خسائر بشرية». واعتبر أن «وابل الصواريخ على نتيفوت من منطقة غادرها الجيش يثبت أن احتلال غزة ضروري لتحقيق الأهداف القتالية».
في المقابل، واصلت قوات الاحتلال قصف مناطق عدة لاسيما في جنوب قطاع غزة، بعد إعلان إسرائيل أن مرحلة العمليات «المكثفة» في الجنوب «ستنتهي قريبا».
وقصف الطيران الإسرائيلي منطقة خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع وحيث تتركز العمليات البرية والغارات الجوية منذ أسابيع.
وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأنه عند اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس قبل أكثر من 100 يوم «أوضحنا أن مرحلة العمليات المكثفة ستستمر لنحو 3 أشهر».
وأضاف: «هذه المرحلة تشارف على نهايتها في شمال قطاع غزة. في الجنوب، سنتوصل إلى ذلك وسينتهي الأمر قريبا»، مضيفا: «يقترب الوقت الذي سننتقل فيه إلى المرحلة التالية»، من دون تحديد إطار زمني. ويأتي ذلك، بعدما صادقت الحكومة على ميزانية معدلة للعام 2024 تتضمن نفقات إضافية بقيمة 15 مليار دولار لتغطية كلفة الحرب.
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس أمس الأول، مقتل اثنين من الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم. ونشرت شريط فيديو لا يتضمن أي مؤشر إلى تاريخ تصويره، تظهر فيه امرأة هي أيضا رهينة تقول وبدت عليها علامات الخوف، إن رجلين كانا محتجزين معها قتلا.
وفي غياب أي إشارة إلى وقف التصعيد، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مجددا لـ «وقف إطلاق نار إنساني فوري» في غزة، مشددا على أن ذلك ضروري «لوصول المساعدات إلى المحتاجين إليها» في القطاع وكذلك «لتيسير الإفراج عن الرهائن». وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي في بيان مشترك من «خطر مجاعة» و«تفشي أمراض فتاكة» في القطاع، لاسيما في فصل الشتاء.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس أمس ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 24285 قتيلا غالبيتهم من النساء والفتية والأطفال. كما أفادت الوزارة في بيان بإصابة 61154 شخصا بجروح فيما مازال العديد من الضحايا تحت الأنقاض.
وفي الضفة الغربية المحتلة، اندلعت مواجهات عنيفة في وقت عزز فيه الاحتلال انتشاره العسكري هناك، بعد أن حذر مسؤولون أمنيون إسرائيليون من أن الوضع بات على شفا الانفجار.
وقتل 3 فلسطينيين بالرصاص الإسرائيلي في طولكرم ودورا. وقتل فلسطيني رابع قرب الخليل برصاص الجيش الإسرائيلي بعد أن «ألقى قنبلة حارقة» على جنود إسرائيليين، وفقا للجيش.
سياسيا، قال الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، إن شحنات الغاز الطبيعي المسال ستتأثر بالهجمات التي تبلبل حركة الملاحة في البحر الأحمر.
وقال آل ثاني أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس السويسرية إن «الغاز الطبيعي المسال.. على غرار أي شحنات تجارية أخرى. سيتأثر بذلك»، في إشارة إلى التوتر القائم في منطقة البحر الأحمر عقب استهداف الحوثيين اليمنيين سفنا تجارية عدة تضامنا مع قطاع غزة.
واعتبر أنه لمعالجة انعدام الأمن المتزايد يجب معالجة «القضية المركزية» في غزة.
ووصف رئيس الوزراء القطري الأزمة في البحر الأحمر بأنها «التصعيد الأخطر في الوقت الحالي لأنه لا يؤثر على المنطقة فحسب، بل يؤثر على التجارة العالمية أيضا».
من جهته، أكد المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، استمرار الوساطة القطرية المشتركة لوقف الحرب على غزة فورا.
وطالب المجتمع الدولي بأن يتخذ قرارا واضحا لوقف الحرب في غزة فورا، مشددا على أن الوسائل العسكرية لا يمكن أن تؤدي إلى إنهاء التوتر بالبحر الأحمر.
وقال: لا يمكن التعامل مع تصاعد التوتر في البحر الأحمر بشكل منفصل عن الحرب في غزة. وأضاف: لا يمكن أن نتحدث عن حل للتوترات في المنطقة إذا تجاهلنا وضع الحرب في غزة.
وشدد على أن إنهاء التوتر في البحر الأحمر لن يكون إلا بحل سياسي من خلال وقف الحرب في غزة.
من جهته، أعرب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، عن قلق بلاده تجاه التوترات في البحر الأحمر والأمن في الإقليم بشكل عام، مشيرا إلى أن خفض التصعيد في البحر الأحمر أولوية.
وخلال جلسة حوارية ضمن فعاليات منتدى دافوس، قال بن فرحان إن الحرب في غزة تجر الإقليم بأكمله إلى مخاطر كبيرة، مشددا على أنه يجب أن يكون هناك وقف إطلاق نار فوري في غزة.
وأضاف بالقول: «لا نرى أي إشارة من إسرائيل على وقف الحرب والتصعيد.. وأولويتنا هي إيجاد مسار لخفض التصعيد وهذا يعتمد على وقف الحرب بغزة».
وقال إن «الهجمات في البحر الأحمر متصلة بالحرب في غزة». وفي البحر الأحمر أيضا، أفادت وكالة «أمبري» البريطانية للأمن البحري أمس، بأن سفينة شحن ترفع علم مالطا أصيبت بصاروخ أثناء عبورها جنوب البحر الأحمر على بعد نحو 76 ميلا بحريا إلى شمال غرب الصليف في اليمن.
وأوضحت «أمبري» أن السفينة التي زارت إسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة مملوكة لليونان، وكانت في طريقها إلى قناة السويس في مصر، لكنها غيرت مسارها بعد الاستهداف.