ولاتلبسوا الحق بالباطل – بقلم : مشعل السعيد
«الحق أبلج والباطل لجلج». الحق هو الله تعالى، محق الحق ومزهق الباطل، وفي اللغة هو الثابت الذي لا يسوغ إنكاره، وفي اصطلاح اهل المعاني هو الحكم المطابق للواقع، ولأن الحق قامت عليه السموات والأرض ورد ذكره في القرآن الكريم في ثلاثة وثمانين ومائتي موضعا، أما الأبلج فمعناه البين الواضح والظاهر الذي لالبس فيه، ولجلج من التلجلج بمعنى الالتباس والتردد والتلعثم وعدم الإفصاح، ولا شك ان الحق يعلو ولا يعلى عليه، قضى بذلك الحكم العدل، (ولاتلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون ـ البقرة: 42)، وفي الحق يقول الشاعر:
ألم تر ان الحق تلقاه أبلجا
وأنك تلقى باطل القوم لجلجا
ولا ثبات للباطل طال الزمان أو قصر، ولا يتبعه إلا أوباش الناس وسقطهم وأراذلهم، ممن لا عقول لهم وممن باض الشيطان وفرخ في صدورهم، يعاندون الحق أصيبوا ببصرهم وبصائرهم، ثم ان الحق والباطل ضدان لا يجتمعان فالله مع الحق والشيطان مع الباطل، ومهما بلغ الباطل مبلغه أمره الى زوال وهذه سنة المولى عز وجل في الدنيا (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ـ الإسراء: 81).
وقد قيل في الامثال: «دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة، للباطل جولة ثم يضمحل وللحق دولة لا تنخفص ولا تذل» والعاقل لايبطل حقا ولايحق باطلا، والخير كله والرجوع الى الحق خير من التمادي ودحض الباطل، فحق يضر خير من باطل يسر، (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).
فاللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه. ودمتم سالمين.