القرن «الأنجلو – كويتي» – بقلم : طارق بورسلي
ليس غريباً أن تعلن دولة الكويت والمملكة المتحدة عام «2024 عام الشراكة بين الكويت وبريطانيا»، وذلك لما مرت به العلاقات الثنائية من صداقة وانسجام بين الشعبين على مدى قرن وأكثر، من تعاون ديبلوماسي واقتصادي وثقافي على مختلف الأصعدة التنموية من توقيع اتفاقيات ومعاهدات وتبادل خبرات وثقافات.
كل ذلك تجسد لما وصلت إليه الكويت وبريطانيا من علاقات ثنائية متميزة. لقد وقفت المملكة المتحدة إلى جانب الكويت إبان الغزو العراقي الغاشم، وتكاتفت جهود الدولتين في مواجهة التحديات الإقليمية والدفاع عن القيم المشتركة للبلدين «جاء ذلك كله في بيان «الخارجية» الكويتية الذي أكدت فيه الكويت أن 125 عاما من التعاون بين البلدين أحق أن يتوج بإعلان الشراكة المستمرة هذا العام وما بعده بإذن الله.
وفي الحقيقة، قرأت بيان الخارجيتين الكويتية والبريطانية، ويبدو أن البلدين عازمتان على المضي في أوجه التعاون التجاري الاستثماري، ومتفائل جدا أن الصفقات وعائداتها الاستثمارية ستعود برؤوس أموال ضخمة وبخبرات وكفاءات غير مسبوقة في هذا الجانب، ولا ننسى دور مكتب الاستثمارات الكويتي في لندن في إنعاش الاقتصاد الكويتي والبريطاني.
إن حرص حكام الكويت على ازدهار العلاقات الثنائية مع بريطانيا الصديقة الدائمة والداعمة لدولتنا في جميع المجالات الحياتية وعلى الساحة السياسية الدولية، تبلورت مؤخرا في زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد إلى المملكة المتحدة في أغسطس الماضي، حينما كان وليا للعهد، والتي جاءت بدعوة من رئيس الوزراء البريطاني للاحتفال بالمناسبة، ودلالته الاعتزاز بالتاريخ والمصالح المشتركة، ولمكانة الكويت وحضورها لمناقشة الملفات السياسية الدولية الشائكة والمستحقة والتي من شأنها تعزيز المواقف وتوحيد الرؤى بين الكويت وبريطانيا وتفعيل الاتفاقيات المشتركة فيما يخص الجانب الأمني والعسكري.
ولعلي أرى أن إطلاق نظام تصريح السفر الإلكتروني ETA للمواطنين الكويتيين الشهر الجاري من شأنه تعزيز العلاقات بين الشعبين الصديقين من خلال تسهيل السفر إلى المملكة المتحدة.
نعم، إن للمملكة المتحدة دورا كبيرا في تعزيز سبل التعاون في جانب الأمن السيبراني، ولذلك كانت الاتفاقيات الموقعة مؤخرا مع الجانب البريطاني ضرورة في عالم المتغيرات.
إن الاستعانة بالخبرات البريطانية وتبادلها مع الكويت أمر ضروري لمواكبة تطور العالم الجديد، والكويت جزء مهم من هذا العالم الكبير المتغير.
ويأتي الإعلان تأكيدا على أن سياسة الكويت الخارجية في توطيد العلاقات مع الدول الصديقة أولاها «المملكة المتحدة» في العهد الجديد لصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، يصب في مصلحة الشعبين وازدهار الأمتين الكويتية والبريطانية.
وبمرور 125 عاما على توقيع الكويت والمملكة المتحدة وأيرلندا الشمالية اتفاقية (الأنجلو- الكويتية) في العام 1899، والتي رسمت العلاقات الثنائية النامية والناجحة بين البلدين، يأتي الإعلان متوجا للعلاقات الثنائية الممتدة، إنه القرن «الأنجلو- كويتي».
gstmb123@hotmail.com