المرونة والنضوج – بقلم : محسن أبورقبة العتيبي
في الكثير من المواقف والمناسبات والظروف وفي شتى الميادين تتطلب منا الأمور شيئا من المرونة، المطلب الرئيسي لكيفية التعامل في حياتنا اليومية، مما قد يسهم في بناء المهارات لتحمل الصعاب.
تلك المرونة هي عملية فردية تنم عن النضوج الفكري، وما قد يتميز به الشخص من قدرات تتماشى مع المعطيات وتتوافق مع الظروف للوصول إلى القدرة على التكيف والانسجام للتعامل مع القرارات والمتغيرات في حينه.
وهنا نقول إنه لابد أن يتمتع الإنسان الواعي بالسلاسة والليونة عند إبداء رأيه أو طرح فكرته، وأن يملك القدرة على التنقل في أفكاره والتنوع فيها للأفضل طبعا حتى يكسر الحاجز النفسي وصولا إلى تحمل الظروف الصعبة التي قد تطرأ، والتي هي إحدى ركائز المرونة.
المرونة هي سماحة النفس وسعة الصدر التي تتطلب منا تقبل الرأي واحترام الرأي الآخر والاعتذار عن الخطأ، وذلك بعدما اختلفت العديد من الأمور وتغيرت الكثير من المفاهيم في عصرنا هذا، مما يتطلب المرونة عند كل قول أو فعل أو حتى عند تصرف ما.
والمرونة نحتاجها كثيرا في الكويت، وعلى وجه التحديد في العمل السياسي والبرلماني، الذي يتطلب الديبلوماسية في التعاطي مع القضايا والرقي في التعامل وحسن التفاوض واللياقة في الكلام دون تشنج، واللباقة في ليونة الأخلاق لكسب الطرف الآخر، والتنازل عن شيء ما وقتيا لحصد شيء أكبر من ذلك في القادم من الأيام دون الإخلال بالمبادئ أو التعدي على الدستور.
بمثل هذه المرونة في الطرح والتعامل يمكننا تعزيز ديموقراطيتنا التي بدأت قبل أكثر من 60 عاما، وتحقيق مصالح البلاد والعباد.
ودمتم بود.
M_TH_ALOTAIBI@