مع مرور عام على رحيلك، إلا أن هذا المقال كتبته منذ الشهر الأول من رحيلك وكانت الدموع تسبق الكلمات، حتى صار هذا المقال لا جدوى له، لأنه مهما كتبت فإن مشاعر الحزن والمحبة أعمق، أما ثوب الحزن والأسى، فألبستني إياه كلما ذكرتك.
لست متأخرا في تعبيري عن مصيبة أصابتنا منذ عام، وهي في الواقع فاجعة ما زالت أثرها باقية، فالقلب الذي يحب لا يمل.. ومشاعر الفراق مع أحبائنا في اليوم الأول لا تختلف حتى في اليوم الأخير من حياتنا، وها أنا أكتب عن فقد عزيز لم أتصور أن أفارقه في هذا العام.
آخر ما دار بيني وبين أخي مساعد، رحمه الله، أثناء نعيه لوفاة جدتي، رحمهـــا اللــه، «we are familia» نحن أسرة واحدة.
آسف يا حبيبي مساعد، لم ألتق بك عند زيارتك لنعيي عند وفاة جدتي، رحمهـــا اللــه، حيث كان الوداع الأخير لتودعني، ولو كنت أعلم قرب رحيلك لحرصت على أن أراك وأقول لك إنك كنت مثالا حقيقيا لنشر الحب والمودة، فإنني كنت
ومازلت أحمل مشاعر المحبة تجاهك ولا يعلمها إلا الله.. وهنا يقع الإثم الأكبر على كل شخص أحببناه ولم نعبر عن مدى حبنا له، فإذا مات «لا ينفع ندم ولا بكاء».
كيف لا أحبك يا «مساعد عادل الجارالله» وأنا أرى تفاصيلك في كل مرة تحدثني فيها؟ كيف
لا نبكي على فراقك، على الابتسامة التي فارقناها إلى الأبد؟ وكيف لا أشتاق لرؤيتك وأنت كنت معي في رياضة السباحة بنادي الكويت، والذي جعلتني أفخر بأنني كنت سببا لتشجيعك؟ أما اليوم بعدما أمطرت دموعنا بفراقك فأقول لك وبإذن الله إنك في أعلى الجنان لأن من حسن الختام أن تختم حياتك بقربك من الله، وأنت تؤدي شعائر الله وتطوف حول الكعبة (في العشر الأواخر من رمضان)، طالبا من الله الرحمة والمغفرة عند رب كريم ورحيم.
أما الدهر، فلا يمكننا الاعتراض عليه، كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم «لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر»، فاللهم لا اعتراض على ما كان وما سيكون ولله في خلقه شؤون.
