السلام عليكم! – بقلم : د.غنيمة محمد العثمان الحيدر
أحبتي يا من تقرأون أحرفي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كم هي جميلة تحية الإسلام! ففيها سلام ورحمة وبركة طوال الوقت، ولكن عندما أقول صباح الخير، أو مساء الخير فإني أحدد الخير بالصباح أو بالمساء فقط.
أما إذا قلت السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فإني أدعو لكم بالسلام والسكينة والرحمة والبركة مساء وصباحا، وليلا ونهارا طوال اليوم وبكل وقت.
يكفي أننا نؤجر عليها، ونكون اتبعنا السنة وهي تحية أهل الجنة، جعلنا الله جميعا من أهلها بغير حساب، فتحية «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته» فيها لذة وطعم للغة العربية الجميلة التي يجب ان نحافظ عليها ويشد الوالدان على تعليم الابناء كيفية التحية والسلام، لأن «هاي» و«هلو» ليست من التحية التي تجعلنا نتبع السنة بها ونؤجر عليها، فيجب على البيت والمدرسة ان يحرصا على تعليم الاطفال سلوك وآداب البلد المسلم الملتزم.
ما أجمل مقولة «أفشوا السلام بينكم» التي نصح بها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم البشرية، وهي جزء من تعاليم كل الثقافات، وواحدة من أدوات تقوية العلاقات بين أفراد المجتمع الواحد. إلقاء التحية على الغرباء مهمة سهلة، لكنك بحاجة لتعلم طريقتها الصحيحة، كما أنها الخطوة الأولى لبدء المحادثات مع من تعرفهم، حيويتك وأسلوبك المميز في إلقاء السلام قد يدفعان المحادثة للأمام أكثر مما تتخيل. يجب أن تتناسب طريقتك في إلقاء السلام كذلك مع طبيعة الموقف، فما ستقوله لأخيك الصغير مختلف عما تقوله للغرباء ومختلف عما تقوله لمديرك في العمل، السلام مع ابتسامة من وجه بشوش تحمل المرونة والذكاء في اختيار الطريقة الأمثل للظرف الاجتماعي المحيط بتأدب وانفتاح على الطرف الآخر لتؤتي تحيتك مفعولها المأمول. لا تقتصر التحية كذلك على القول، فقط بل يجب أن تكون مصحوبة بالتبسم والتواضع.
التحية لغة تواصل تعبر عن المشاعر والتقارب بين الأشخاص، كما أنها سلوك ثقافي اجتماعي من شأنه تمتين العلاقات بين الناس، وتختلف طقوس ووسائل الترحيب بين شعوب العالم بحسب الحضارة والعادات والتقاليد والثقافات واللغات. لقد اطلعت على التحية في عدة دول، فنجد في دول الخليج العربي تنتشر التحية بـ «قبلة الأنف»، حيث يلاصق الرجال أنوفهم تعبيرا عن المودة والحفاوة، وتعتبر هذه العادة من أغرب طرق التحية حول العالم، ولكبار السن قبلة على الرأس.
كما يتخذ سكان المحيط الهادئ تحية مشابهة، حيث يدنو أحدهم من الآخر ويلصق أنفه في أنفه، وكلما كان السلام حارا طالت مدة التلاصق.
أما سكان بعض الجزر الواقعة في المحيط الهندي عند منتصف المسافة بين هاواي وأستراليا، فلديهم طقوس مختلفة في إلقاء التحية والتعبير عن المودة المتبادلة، حيث يضع كل شخص أنفه عند خد الآخر، ويبدأ بشمه.
كما تعتمد العديد من الدول الآسيوية تحية عجيبة، حيث يشبك الشخصان الأصابع وراحتي الكفين ورفعهما إلى جانب الصدر مع انحناء بسيط.
يعتبر إلقاء التحية والسلام لدى بعض القبائل في بلاد التبت الواقعة في وسط آسيا من أغرب الطرق حول العالم، والتي تعود للقرن التاسع، حيث يقوم الشخص بإخراج اللسان ويرد عليه الآخر بالمثل.
أما في أوكرانيا فتكون التحية بالقبلة الثلاثية مرة على الوجنة اليسرى ثم على الوجنة اليمنى وقبلة ثالثة يسارا، وبعد ذلك يمكن قول كلمة مرحبا.
أما في بلاد العجائب عندما يريد شخص إلقاء التحية على أحدهم في بعض مناطق الهند، فعليه أن يشد أذنه بيده، وإذا كانت الشدة خفيفة فإنها دلالة على ضعف الصداقة والمودة بينهما.
وفي الصين إذا تلاقى شخصان بعد فراق طويل، فإنهما يجلسان على ركبتيهما كل في مواجهة الآخر، وجبهتاهما ملتصقتان بالأرض قائلين «أيزم»، وتعد هذه التحية الصينية القديمة التقليدية من الطرق المبالغ فيها للتعبير عن الحفاوة والاحترام، وإذا تقابلا بعد فترة قصيرة فإنهما يتصافحان ثم يأخذ كل منهما يد صاحبه ويضعها على قلبه ويردد نفس اللفظ.
يلقي الأشخاص التحية على بعضهما في جبال الهيمالايا بأن يحك أحدهما ظهره بظهر صديقه.
عندما يرى الأصدقاء في الهندستان بعضهم في الطريق فإنهم يتبادلون التحية بأن يقبض كل منهم على لحية الشخص الآخر.
في موزمبيق تسبق كلمات الترحيب التصفيق بالأيدي ثلاث مرات قبل إلقاء التحية.
كما تعرف التحية لدى سكان جاوة الإندونيسية بـ «سانغ كيم»، وتنطوي على أن يمسك فيها كل شخص بيدي الآخر مع الانحناء باتجاه بعضهما، وعادة ما ينحني الصغير أكثر تقديرا للشيخ الكبير.
نعود ونقول لكم أنتم أحبتي من تقرأون أحرفي لا يوجد أجمل ولا أحلى ولا أقيم من سلام الإسلام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ولكم كل الحب والتحية بكل لغات العالم.