من أصعب الكتابات سواء على الصعيد الأدبي أو المسرحي هي الكتابة للطفل، وخصوصا عندما تكون الكتابة للمرحلة الثالثة «الطفولة المتأخرة»، تلك المرحلة يصعب على الكثير الكتابة لها. واليوم نقف أمام كاتب تحدى الصعاب وكتب من أجل تلك الفئة التي تتراوح أعمارها بين 12 و16 عاما مسرحية «Mask Off» حيث قام بكتابتها وإخراجها المبدع أحمد العوضي. سطور مقالنا لن تسلط الضوء على قصة المسرحية ولن تبحر حروفها على الأداء التمثيلي المتميز، كلماتنا اليوم سوف تشمل العديد من عناصر العرض المسرحي الاستعراضي، ومنها:
٭ القيم التي حملتها Mask Off كثيرة ومتعددة، والأجمل كيفية طرح تلك القيم التي لابد أن نسلط الضوء عليها إعلاميا لغرسها في نفوس أطفالنا بل في مجتمعنا، وأهمها قضية فلسطين من خلال أغنية «صورة» التي شملت رسالة حملت الكثير من التاريخ والقيم التي لابد أن نتذكرها ونقتدي بها، فبدأت الأغنية بصورة أطفال فلسطين وما يحدث منذ بداية القضية إلى وقتنا هذا، ومن ثم أخذت بنا الأغنية ورسالتها التعريف بمعنى صورة وكيفية التقاطها ومشاهدتها وأخذ العبر منها من خلال عرض الكثير من صور لقامات عروس الخليج من شهداء ورواد الثقافة والسياسة الذين تركوا بصمات وأثرا في وطن عربي ومازال التاريخ يخلد أسماءهم، كل هذا كان من أغنية «صورة» التي أعطت للطفل معنى الصورة وكيف يمكن أن تكون الصورة تاريخية ليحتفظ التاريخ بأثرها.
٭ الأغاني كتبت كلماتها بعمق لتوصل الكثير من الرسائل التربوية والدنيوية، فكما ذكرنا في النقطة السابقة القيم التي أصبح بعض مجتمعاتنا تفتقدها، على سبيل المثال لا للحصر «حب الوطن والدفاع عنه… الصدق… القوة… كلمة الحق… معنى الإعلام والصحافة» وغيرها من رسائل جميلة لابد أن نغرسها ونوضحها لأطفالنا لنبني مجتمعا يحمل قيما صحيحة وصحية ليستطيع بناء مستقبله على أسس صحيحة.
٭ الديكور حمل بين طياته الكثير من المدارس الفنية! ولكن السؤال: كيف نفذت تلك المدارس في مسرحية Mask Off؟ من صندوق الدنيا! قد لا تشاهده لأنه لم ينفذ ولكن رسم عن طريق الإيحاء الذي أتى من تصميم الديكور والذي يجعلك تشعر بأنك تجلس في «صندوق مسرحي فني» حمل الكثير من المدارس الفنية سواء على صعيد الديكور والأزياء أيضا، عناصر أتحدت مع بعضها وأخذت معها الإضاءة ليكتمل المثلث الفني ليطعم الحدث المسرحي لمسرحية Mask Off.
٭ ما شاهدته من طاقات فنية في الأداء التمثيلي يجعلني أجزم بأننا وصلنا للعالمية في الأداء التمثيلي وهذا لا يقتصر على الطاقات الشبابية فقط، بل ما تميز به العرض المسرحي الغنائي Mask Off بأن الجميع كانوا يمتلكون أداء مميزا ولياقة عالية وحركة متناسقة وانسيابية في الإيقاع التمثيلي، نواة فنية ومسرحية حملت جزيئاتها بطاقات متعددة الأعمار متكاملة الانجذاب متناسقة الأدوار لتتحرك في سماء المسرح تحت اسم Mask Off.
مسك الختام: أعطني مسرحا أعطِك شعبا متحضرا، شكرا لكل من قام وساهم في Mask Off.
Nermin-alhoti@hotmail.com
