المطيري: الملتقى الإعلامي العربي حاضنة للأفكار والمبادرات والدراسات الاستشرافية
أكد وزير الإعلام والثقافة عبدالرحمن المطيري اليوم الإثنين أن الملتقى الإعلامي العربي استطاع منذ انطلاقته أن يكون حاضنة للأفكار والمبادرات والتحليلات والدراسات الاستشرافية في مختلف مجالات الإعلام بفروعه المكتوبة والمسموعة والمرئية والإلكترونية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الوزير المطيري ممثلا لراعي الملتقى رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ د.محمد الصباح المكلف بتصريف العاجل من الأمور في حفل افتتاح الدورة الـ(19).
وأشار إلى استراتيجية وزارة الإعلام الرامية إلى تعزيز الشراكة وتوحيد الجهود مع القطاع الخاص والمجتمع المدني كتجسيد حقيقي للاهتمام البالغ الذي توليه القيادة السياسية في البلاد لرسالة الإعلام في التوعية والتثقيف وتعزيز الهوية الحضارية للأمتين العربية والإسلامية.
وأضاف أن هذه الاستضافة تعد امتدادا لحرص صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه، على وحدة الصف العربي وتعزيز التعاون المشترك بين أبناء عالمنا العربي من المحيط إلى الخليج في المجال الإعلامي وتطوير المنظومة الإعلامية العربية، مستدركا بأن “الملتقى الإعلامي العربي حدث إعلامي تعتز دولة الكويت باحتضان فعالياته وجلساته النقاشية منذ انطلاقته الأولى قبل 21 عاما”.
وأوضح الوزير المطيري أنه في ضوء التحول الكبير الذي طرأ على صناعة الإعلام والتطورات التكنولوجية الحديثة التي مثلت نقلة نوعية وثورة حقيقية في الإعلام الجديد بوتيرة ملحوظة وتمازج الذكاء الإنساني مع التكنولوجيا في تكوين الشكل والمضمون الإعلامي يتعين على كل المهنيين والمهتمين دراسة وبحث وتحليل حجم التحديات التي تفرضها التكنولوجيا وتطوراتها والتي لا يمكن الاستثمار في إيجابياتها ومقاومة سلبياتها من دون النظر إلى آثارها الاقتصادية والأخلاقية والقانونية.
واستطرد قائلا “هنا أغتنم هذه الفرصة والملتقى لأطرح تساؤلا عاما للنقاش.. كيف يمكن أن نستثمر الذكاء البشري والاصطناعي لتحقيق أكبر استفادة ممكنة لمجتمعاتنا وللبشرية بشكل عام؟” مبينا أن “المستقبل يحتاج إلى ذكاء أكبر في التنظيم والتشريع والاهتمام بالمحتوى واستخدام التكنولوجيا المتطورة وتعزيز الاعتماد على الأمن السيبراني في المجالات الإعلامية لحماية الهوية الوطنية للدول والقيم والإرث التاريخي الوطني والإنساني من تدفق إعلامي غير محدود في فضاء واسع بمواجهة التداعيات الخطيرة للمحتوى المزيف والوهمي على كل ما هو حقيقي موثوق ومعلوم المصدر”.
وأضاف أن “هذا الأمر يحتم علينا التفكير الجدي دراسة وبحثا ونقاشا فيما يواجهه الإعلام العربي من رهانات التكنولوجيا والمحتوى في وقت تعاني فيه الأمتين العربية والإسلامية من حرب إعلامية شرسة ترافق العدوان الإسرائيلي على مواقفنا السياسية”.
وتابع الوزير المطيري أنه “من هذا المنطلق نؤكد موقف الكويت الثابت في دعم ونصرة القضايا العربية والإسلامية في كافة المجالات وعلى مختلف الصعد وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. ونجدد موقف دولة الكويت الثابت والراسخ قيادة وحكومة وشعبا الداعم للقضية الفلسطينية على كافة الصعد الإقليمية والدولية وفي شتى المجالات السياسية والإعلامية والإنسانية حتى يتحقق للشعب الفلسطيني الشقيق كامل حقوقه في ظل دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وفقا للمرجعيات الدولية وفي مقدمتها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.
وأعرب الوزير المطيري عن التطلع إلى ما ستفضي إليه هذه الدورة من نتائج وتوصيات لتنعكس بشكل مباشر وإيجابي على رسالتنا الإعلامية العربية وعلى إنتاجنا الإعلامي بشكل مثمر، متقدما بالشكر والتقدير لهيئة الملتقى الإعلامي العربي وأمينه العام ماضي الخميس على الحرص أن يعقد هذا الملتقى سنويا ولكل من أسهم في إنجاح هذه الفعالية وكذلك العاملون في وزارة الإعلام على حسن الإعداد والتنظيم.
بدوره، أعرب المشرف العام على الإعلام الفلسطيني أحمد عساف في كلمته عن الشكر للقائمين على الملتقى الإعلامي العربي “الذين اختاروا دولة فلسطين ضيف شرف هذه الدورة” قائلا إن “فلسطين كانت ولا زالت تحظى بالدعم والتأييد والاحتضان من الشعب الكويتي خاصة والعربي عامة وهذا ما تحتاج إليه فلسطين في هذه الأوقات تحديدا”.
وأكد عساف حرص دولة فلسطين على المشاركة في هذا الملتقى “من أجل الحديث عما يجري على الأرض الفلسطينية من تعرضها لأبشع مجزرة ترتكب من قبل الاحتلال الإسرائيلي أمام نخبة من الإعلاميين العرب في ظل سياسة محاربة المحتوى الفلسطيني واستهداف كل ما هو فلسطيني في بعض منصات التواصل الاجتماعي التي قامت بشطب أي محتوى يتحدث عن هذه القضية”.
وأوضح أن “الإعلام الفلسطيني دفع ثمنا كبيرا من الدم إلا أنه نجح في إيصال صوت شعبه وصورته إلى كل مكان في العالم بما انعكس على العالم الذي رفض الجرائم الإسرائيلية في حق الفلسطينيين إذ شهدنا عددا من الجامعات تخرج بمظاهرات ضد هذه الجرائم”.
من جانبه، قال الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي ماضي الخميس في كلمته إنه “يشرفنا أن تكون دولة فلسطين ضيف شرف الملتقى في هذه الدورة والتي نحلم جميعا بتحريرها من الظلم والقهر والاحتلال.. دولة فلسطين العربية الأبية”.
وأضاف الخميس “لعلنا في هذه الأيام نستطيع أن نظهر بعض ما يتعرض له أهلنا هناك من ظلم وقهر واعتداء وأن نبحث كإعلاميين عن سبل إيصال صوتهم الجريح ومعاناتهم القاسية إلى الإعلام الدولي وشعوب العالم بدلا من أن نخاطب بعضنا البعض”.
وأوضح أن “حال الإعلام العربي اليوم، ليس على ما يرام، ولا هو في المكانة التي نتمناها ولكننا نسعى لأن نتواصل ونتحاور ونتبادل الآراء والأفكار لإعادة الوضع إلى نصابه وهو أمر يحتاج إلى كثير من الجهد والعطاء الذي يجب ألا نتهاون فيه”.
وتقدم بالشكر والتقدير والاعتزاز إلى الكويت وصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه، لإتاحة الفرصة لنا على مدار أكثر من عشرين عاما لعقد الملتقى ولسمو رئيس مجلس الوزراء لرعايته الكريمة لفعالياته.
وأعرب عن الشكر لوزير الإعلام والثقافة ووكيل الوزارة د.ناصر محيسن ومنتسبيها وجميع الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية الكويتية لمساندتهم الملتقى طوال تلك السنوات.
وكرم وزير الإعلام والثقافة والأمين العام للملتقى ضيف شرف هذه الدورة دولة فلسطين وممثلها أحمد عساف.
وكانت جلسات الملتقى انطلقت أمس الأحد بمشاركة إعلامية عربية واسعة وتستمر جلساته حتى يوم غد الثلاثاء.