فقيد الأدب والشعر.. الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن – بقلم : د.عيسى محمد العميري
رحل عن عالمنا فقيد الوطن والأدب والشعر، مهندس الشعر والكلمة البراقة، رحل «البدر» بن عبدالمحسن، ورحلت معه الكلمة كما رحل معه الشعر. رحل أحد أبرز رواد الحداثة الشعرية في الجزيرة العربية فانطفأت شمعة الشعر فيها من بعده، فقد كان الفقيد وعلى مدى خمسين عاما مضت متسيدا هذا المضمار، مضمار الشعر الذي قدم فيه الكثير فأغناه في فترة كانت فقيرة المستوى والأداء، فحافظ فقيد الشعر على مستوى الشعر مثلما كان قبل ظهوره على الساحة، بل وأفضل مما كان. ولقد حقق أوج أدائه عندما ألقى الشعر وحينما ترجمت بعض قصائده إلى اللغتين الفرنسية والانجليزية. ولعل أهم ما تميز به شعر الفقيد هو وضع النصوص الأدبية ذات المستوى الراقي، حيث جمعت بين الغزل والفخر والرثاء وحب الوطن.
ولعلنا هنا نلقي بعض الأضواء المختصرة في هذا المقام عن بداياته العلمية، حيث استكمل دراسته في بريطانيا والولايات المتحدة، ثم عاد إلى وطنه ليدلي بدلوه فيها متسلحا بما حققه من نجاحات في دراسته، الأمر الذي مكنه من أي يصبح رئيسا للجمعية السعودية للثقافة والفنون، حيث أضفى عليها لمسات من بصمات أفكاره وساهم في تطويرها والرقي بها إلى أعلى المستويات والمراكز المتقدمة. وضمن مسيرته العملية وتجاربه الغنية التقى ونهل من أفضل الأدباء والفنانين والشعراء من أمثال الشاعر أحمد رامي، وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب والكثير غيرهما. وقد قدم العديد من الأعمال التي أصبح بعضها أغاني وحققت لمسات فنية رائعة. وقد تغنى بكلماته العديد من الفنانين الراقين في العالم العربي. فكان رحمه الله أيقونة مهمة في مسائل كتاب الشعر والأغنية أيضا. وتوج مسيرته تلك عندما قدم هوية مختلفة للأغنية السعودية والخليجية، وساهم في تقديم الروائع الشعرية بأسلوب غاية في الرقي والأداء.
وبناء على ما حققه من نجاحات للوطن، فقد توجت تلك النجاحات بتكريم ملكي، حيث منحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وشاح الملك عبدالعزيز، تقديرا لما قدمه من جهود وخدمات جليلة لوطنه.
ولعلنــا هنا في هذا السياق نذكر جانبا مهما من شخصيته الغيورة على أبناء الخليج عندما كان سيفا من سيوف الشعر إبان الغزو الصدامي الغاشم لدولة الكويت ووقف مناضلا في وجه الطغيان بكلماته وشعره الذي كان له وقع وصدى أقوى من أزيز المدافع، فكان صاحب كلمة حرة وشريفة في كل المواقف. فرحم الله الفقيد وأسكنه في واسع جنانه، وتعازينا القلبية للشعب السعودي الشقيق في هذا المصاب.. والله ولي التوفيق.
Dr.essa.amiri@hotmail.com