استئناف مفاوضات «الفرصة الأخيرة» في غزة ومخاوف من «إبادة جماعية»
استؤنفت مفاوضات «الفرصة الأخيرة» حول الهدنة في قطاع غزة «بحضور جميع الأطراف» في القاهرة أمس.
ونقلت قناة «القاهرة الإخبارية» عن مصدر رفيع لم تسمه قوله: «استئناف مفاوضات الهدنة في القاهرة بحضور جميع الأطراف»، في إشارة إلى وفود تمثل كلا من طرفي الحرب إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية «حماس»، إضافة إلى قطر والولايات المتحدة اللتين تشاركان مع مصر في جهود الوساطة.
وقال القيادي في حركة «حماس» خليل الحية لقناة «الجزيرة» القطرية إن محادثات القاهرة قد تكون «الفرصة الأخيرة» لاستعادة الرهائن المحتجزين في غزة.
في المقابل، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من أن تل أبيب مستعدة لتعميق عملياتها في غزة إذا فشلت محادثات الهدنة.
وقال في بيان بعد جولة قام بها في رفح إن إسرائيل مستعدة «لتقديم تنازلات» لاستعادة الرهائن.
وأضاف: «لكن إذا كان هذا الخيار غير متاح، سنمضي نحو تعميق العملية، وهذا سيحصل في كل أنحاء القطاع، في الجنوب، في الوسط، وفي الشمال».
وأفاد الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي بأن تقييم «مواقف الطرفين يشير إلى إمكان سدهما الفجوات المتبقية وسنبذل كل ما في وسعنا في سبيل دعم هذه العملية».
وفي سياق ذي صلة، أعلن مسؤول أميركي أن واشنطن علقت مؤخرا إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل على خلفية المخاوف المرتبطة باجتياح رفح، في تضييق غير مسبوق من قبل الرئيس جو بايدن على المساعدات العسكرية لتل أبيب.
وقال المسؤول الرفيع المستوى في إدارة بايدن لوكالة فرانس إن واشنطن علقت شحنة من الأسلحة قوامها 1800 قنبلة، زنة الواحدة منها ألفا رطل، و1700 قنبلة زنة الواحدة منها 500 رطل بعدما فشلت إسرائيل في «التعامل بشكل كامل» مع المخاوف الأميركية حيال عملية برية كبيرة.
وجاء الكشف عن هذه الخطوة في وقت ندد البيت الأبيض بالإغلاق الإسرائيلي «غير المقبول» لمعبر رفح بعدما نشر الجيش الإسرائيلي دباباته في المدينة الحدودية.
وأوضح المسؤول الأميركي الذي طلب عدم كشف هويته أن المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين ناقشوا البدائل لكن «تلك المناقشات متواصلة ولم تعالج مخاوفنا بالكامل».
وأضاف: «عندما بدا أن القادة الإسرائيليين يقتربون من نقطة اتخاذ قرار بشأن عملية في رفح، بدأنا مراجعة متأنية لعمليات نقل أسلحة معينة إلى إسرائيل يمكن استخدامها في رفح. لقد بدأ ذلك في أبريل الماضي».
وأوضح أن واشنطن «تركز بشكل خاص» على القنابل الأثقل التي تزن الواحدة منها ألفي رطل «والتأثير الذي يمكن أن تحدثه في مناطق حضرية مزدحمة كما رأينا في أنحاء أخرى من غزة».
من جهتها، دعت الدوحة المجتمع الدولي إلى التحرك لمنع وقوع «إبادة جماعية» في مدينة رفح الواقعة في جنوب قطاع غزة بعد سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي مع مصر وتهديدها بهجوم أوسع.
وطالبت الخارجية القطريــة في بيان أمــس بـ «تحرك دولي يحول دون اجتياح المدينة وارتكاب جريمة إبادة جماعية».
وحذرت الوزارة من «أن إجبار المدنيين على النزوح القسري من المدينة التي أصبحت ملاذا أخيرا لمئات الآلاف من النازحين داخل غزة، يمثل انتهاكا خطيرا للقوانين الدولية ومن شأنه أن يضاعف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر».
في غضون ذلك، وتحت ضغط الولايات المتحدة، أعلنت إسرائيل إعادة فتح معبر كرم أبو سالم الحدودي المستخدم لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وذلك بعد 4 أيام على إغلاقه في أعقاب هجوم صاروخي أدى إلى مقتل وجرح 4 جنود إسرائيليين.
وقال جيش الاحتلال في بيان مشترك مع «كوغات»، وهي وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية والتي تشرف على إدخال المساعدات «تصل الشاحنات القادمة من مصر بالفعل إلى المعبر»، مشيرا إلى انها «تحمل مساعدات إنسانية، بما في ذلك الغذاء والمياه ومعدات الإيواء والأدوية والمعدات الطبية التي تبرع بها المجتمع الدولي».
وأضاف البيان أنه «بعد تفتيش المساعدات سيتم نقلها إلى جانب غزة من المعبر، مشيرا الى أن معبر إيريز ايضا يواصل العمل لإيصال المساعدات إلى الأراضي الفلسطينية.
لكن هيئة المعابر في غزة ووكالة الأونروا قالتا إن المعبر لم تتم اعادة فتحه. وبالتوازي، كثف الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية على القطاع المحاصر، ما اسفر عن مقتل 7 أشخاص على الأقل وإصابة آخرين بجروح في حي الزيتون شرقي مدينة غزة، بحسب ما أعلن المستشفى المعمداني.
وفي رفح، أفاد مستشفى الكويت بسقوط قتيلين «جراء استهداف دراجة نارية بالقرب من بوابة صلاح الدين جنوبي المدينة».
وأفاد شهود عيان عن اشتباكات عنيفة بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي الفصائل الفلسطينية شرق رفح.
وكثفت الطائرات الحربية غاراتها على مناطق متفرقة من المدينة واستهداف عدد كبير من المنازل والأبراج السكنية في شرق.
وقد ارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34844 شخصا غالبيتهم من المدنيين منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، وفق ما أفادت وزارة الصحة التابعة لـ «حماس». وقالت الوزارة في بيان: «وصل للمستشفيات 55 شهيدا و200 إصابة خلال 24 ساعة»، مشيرة إلى أن العدد الإجمالي للمصابين بلغ 78404 منذ بدء المعارك قبل أكثر من 7 أشهر.
وأوضحت «ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم».