العلاقات الكويتية – الفرنسية.. آفاق وتطلعات – بقلم : د.عيسى محمد العميري
بقلم : د.عيسى محمد العميري
تميزت العلاقات الكويتية -الفرنسية دائما بأنها من أفضل العلاقات بين الدول، حيث تعتبر نموذجا للعلاقات الثنائية على أكثر من صعيد، كما أنها امتدت لأجل طويل.
فتلك العلاقات مرت بمحطات بارزة ومهمة، أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخها بما يحقق المصالحة المشتركة بين البلدين الصديقين، حيث استمرت مع مرور الزمن وأصبحت مثالا يحتذى للعلاقات بين الدول الصديقة التي تجمعهما اهتمامات وقضايا ومصالح مشتركة.
ولن نذهب بعيدا في سرد الوقائع والتاريخ في هذا الصدد سوى بما يحق لنا بل ويوجب علينا أن نذكره ونشيد به في كل مناسبة وذكرى.
والذي يمكن أن نستهل مقالنا به وهو وقوف الجمهورية الفرنسية قلبا وقالبا مع الكويت إبان الغزو الصدامي الغاشم لوطننا في تسعينيات القرن الماضي، وفتحت أبوابها للكويتيين في تلك المرحلة الصعبة جدا من حياتهم، وبعد التحرير وبدء مرحلة إعادة البناء، كانت فرنسا من أولى الدول التي دخلت الكويت وساهمت في إعادة بناء البلد من جديد بعد الدمار الذي أحدثه الغزو الصدامي، فكانت إنجازات رائعة من فرنسا على صعيد بناء الدولة من جديد ضمن أحدث وأفضل المعايير والمستويات المتقدمة.
وتعززت تلك العلاقات على مر الزمن وتطورات أعمال اللجان المشتركة بين البلدين والتي تعزز العلاقات التاريخية بين الأصدقاء، ولها فضل كبير في تعزيز تلك العلاقات على جميع الصعد.
وعودة لجذور العلاقات التاريخية بين الكويت وفرنسا والتي تمتد إلى أمد بعيد، فبدأت مع بدايات عصر النهضة في الكويت وتدفق البترول الذي حباها الله به وأصبحت الحاجة ملحة لمساهمة فرنسا في أن تدلي بدلوها في المساعدة من واقع خبرتها ومساهمتها في البناء والنهوض والتنمية الحقيقية ضمن شراكة بين البلدين وجنبا إلى جنب.
ومن جانب آخر وعلى سبيل المثال لا الحصر نجد أن الشعب الكويتي وضمن أنشطته وبحثه عن الترفيه والسياحة في أفضل الأماكن اختار الكثيرون فرنسا لقضاء اجازتهم السنوية فيها، نظرا لما تتمتع به هذه البلاد من جمال وأنشطة وفعاليات طيبة، وضمن سعي السائح الكويتي للنهل من الثقافة الفرنسية وتاريخها العريق. هذا بالإضافة إلى قطاع التعليم واختيار الطلبة الكويتيين لفرنسا كي يلتحقوا بجامعاتها لتحصيل علومهم الأكاديمية واستكمال مسيرتهم التعليمية.
لابد لنا هنا من القول بأن الجهود بين البلدين يجب أن تتواصل ويتم تعزيزها لتصل إلى أفضل مستوياتها على الصعيد الحالي والمستقبلي. والله الموفق.