76 عاماً على «النكبة».. ثلثا سكان غزة نازحون و«لعدة مرات»
على وقع القصف الاسرائيلي الذي لايعرف هوادة، تواصل فرار عشرات آلآف المدنيين من مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع تزامنا مع إحياء الفلسطينيين ذكرى النكبة في 15 مايو العام 1948، حيث هجر وطرد مئات الآلاف منهم من ديارهم ولجأوا إلى دول الجوار أو إلى ما يعرف الآن بالضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، بحسب الأمم المتحدة.
ويسلك المدنيون في قطاع غزة المحاصر والمدمر طريق النزوح مرة جديدة منذ بدء الحرب في محاولة لإيجاد مكان آمن مع تأكيد الأمم المتحدة «عدم وجود مكان آمن في غزة».
وأفادت وكالة فرانس برس وشهود عيان بتواصل الضربات الجوية والقصف المدفعي والقتال، في رفح جنوبا وجباليا وفي حي الزيتون في جنوب مدينة غزة الواقعة في شمال القطاع.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» إن نحو 1.7 مليون شخص أي نحو ثلثي سكان قطاع غزة البالغ نحو 2.5 مليون، ونصفهم من الأطفال، قد نزحوا وكثير منهم نزحوا عدة مرات.
وأكدت انه لا يوجد مكان آمن في غزة، وهناك حاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار. وقالت ان العائلات التي نجت من القتال تدفع لمناطق مكتظة، حيث تعيش في الشوارع أو في مبان قيد الإنشاء.
وجددت تصريحات رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو التي نفى فيها «حدوث كارثة إنسانية» في رفح بعد فرار نحو 500 ألف شخص من سكانها، جددت المخاوف من عزمه استكمال اجتياح المدينة بريا. وقال نتنياهو في بيان إن «جهودنا المسؤولة تؤتي ثمارها. حتى الآن تم إجلاء نحو نصف مليون شخص من مناطق القتال في رفح. الكارثة الإنسانية التي يتم الحديث عنها لم تحدث ولن تحدث».
ووصلت دبابات الجيش الإسرائيلي وسط رفح ولاتزال تحتل الجانب الفلسطيني من المعبر مع مصر، ما ادى لتوقف عبور المساعدات عبره بالكامل. وفي إطار الضغوط الدولية المتواصلة، دعا الاتحاد الأوروبي إسرائيل أمس إلى إنهاء عمليتها العسكرية في رفح «فورا» محذرا من أن عدم القيام بذلك من شأنه أن يقوض العلاقات مع التكتل.
من جهتها، دعت جامعة الدول العربية مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ ما يلزم من إجراءات سريعة لإيقاف العدوان والتدمير وحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني. وأكدت الجامعة العربية في بيان بمناسبة الذكرى الـ76 لنكبة الشعب الفلسطيني المسؤولية الدولية والقانونية والأخلاقية لمجلس الأمن في حفظ السلم والأمن الدوليين وصون القرارات الدولية.
وأضافت أن هذه الذكرى تتزامن مع حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي والتي راح ضحيتها أكثر من 120 ألف فلسطيني ما بين قتيل وجريح ومفقود أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ وأدت إلى تدمير القطاع وتشريد سكانه ما يشهد على دموية الاحتلال المتواصلة كسياسة منهجية ثابتة منذ وقوع النكبة عام 1948.