القصف الإسرائيلي مستمر على غزة.. وعيد الأضحى بلا مظاهر فرحة في القطاع
يبدو أن عيد الأضحى هذا العام، هو العيد الثاني الذي يقضيه سكان القطاع في ظل أطول حرب عرفوها وأكثرها دموية وتكلفة، بعد أن قضوا عيد الفطر في أجواء مماثلة من القصف والدمار والتجويع.
وواصل الجيش الإسرائيلي السبت قصفه المدفعي وغاراته على قطاع غزة، فيما تتلاشى الآمال بتحقيق هدنة بناء على الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي جو بايدن قبل أسبوعين، لتباعد المواقف بين الطرفين.
ميدانيا، تستمر عمليات القصف والمعارك بين الجنود الإسرائيليين والمقاتلين الفلسطينيين، حيث أفاد سكان بوقوعها خصوصا في رفح والمنطقة المحيطة بهذه المدينة الكبيرة التي تظهر صور فرانس برس شوارعها مقفرة.
وأعلنت كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تنفيذ كمين مركب ضد آليات العدو الإسرائيلي في تل السلطان غربي رفح جنوبي قطاع غزة، في حين قال موقع «حدشوت بزمان» الإسرائيلي إن 8 جنود قتلوا في الهجوم.
وقالت القسام إنها استهدفت جرافة من نوع «دي 9» بقذيفة «الياسين 105» في الحي السعودي بتل السلطان، وأوقعت طاقمها بين قتيل وجريح، «وفور وصول قوة إنقاذ استهدفنا ناقلة جند من نوع نمر بقذيفة الياسين 105» مما أدى إلى تدميرها ومقتل جميع أفرادها.
وبحسب موقع «حدشوت بزمان» الإسرائيلي فقد نقلت مروحيات عسكرية جثث الجنود -وجميعهم من سلاح الهندسة- في حادث رفح إلى مستشفيات بيلنسون وشعاري تسيديك، مؤكدا أنه تم إبلاغ 8 عائلات بمقتل أولادهم.
وتداولت حسابات إسرائيلية عدة على منصات التواصل الاجتماعي الخبر، وقالت إنه «تم إطلاق صاروخ مضاد على مدرعة بها 8 جنود وضباط، فانفجرت على الفور واشتعلت النيران بشكل كامل في جميع الجنود النائمين بداخلها، وقتل الثمانية على الفور واحترقوا داخل المركبة».
وقالت قناة الأقصى الفضائية إن قوات الاحتلال كثفت من قصفها المدفعي والجوي على رفح للتغطية على الحدث الأمني وإخلاء الجرحى والقتلى.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن المروحيات والمدفعية والزوارق البحرية الإسرائيلية تواصل قصفها العنيف منذ ساعات الصباح على المناطق الغربية لمدينة رفح.
وأكدت كتائب القسام أنها تخوض معارك ضارية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة غرب حي تل السلطان منذ صباح أمس الجمعة. وأضافت كتائب القسام أنها استهدفت مقر قيادة العدو في محور نتساريم بصواريخ رجوم قصيرة المدى من عيار 114ملم.
بدورها، قالت سرايا القدس – الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي – إنها قصفت بالاشتراك مع ألوية الناصر صلاح الدين موقع كيسوفيم العسكري برشقة صاروخية.
وأضافت أنها قصفت بالاشتراك مع كتائب القسام موقع صوفا العسكري في غلاف غزة بدفعة صاروخية.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس في قطاع غزة السبت ارتفاع حصيلة القتلى مع تسجيل 30 قتيلا خلال 24 ساعة حتى صباح السبت. فيما بلغ العدد الإجمالي للمصابين 85197، ومعظم الضحايا من الأطفال والنساء.
في الأثناء، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى اقتصار فعاليات عيد الأضحى على الشعائر الدينية فقط الذي يصادف الأحد.
وقال عباس في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن هذه الخطوة جاءت نظرا للظروف الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني جراء استمرار حرب «الإبادة» التي يتعرض لها من قبل الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة و«العدوان» في الضفة الغربية بما فيها القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.
وأعرب عباس عن أمله أن يأتي العيد المقبل وقد تحقق ما يصبو إليه الشعب الفلسطيني من حرية واستقلال وتجسيد إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين.
في غضون ذلك، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» إن أكثر من 50 ألف طفل في غزة يعانون سوء التغذية الحاد مع استمرار القيود على المساعدات، مضيفة، يواجه أهالي غزة مستويات يائسة من الجوع جراء القيود المفروضة على وصول المساعدات.
وقالت، نواصل محاولات إيصال المساعدات للأهالي، لكن الوضع كارثي ويجب وقف إطلاق النار الآن.