عرف العالم الدولة العثمانية ولم تغب عن سيرته كونها استمرت حاضرةً لمدة ستمائة عام تقريباً ، وتصنف الدولة بأنها من الدول الإسلامية أي شأنها من شأن الدول التي سبقتها مثل الأموية و العباسية ، وهذه الدولة كانت تتبع لها نظاماً في التقسيم الإداري الخاص بها ، ومن ضمن هذه التقسيمات نظام عُرف باسم ( السناجق ) وتعني المنطقة أو المقاطعة .
من بين تلك السناجق ظهر سنجق عرف باسم (( سنجق شمر)) ، إذ قام والي بغداد مدحت باشا بإصدار مرسوم بتأسيس سنجق شمر للشيخ فرحان باشا الجربا في عام 1870م بهدف توطين شمر ، وقد كان ممتداً من تكريت إلى حدود الموصل الواقعة على يمين ساحل نهر دجلة .
يعتبر وجود سنجق على اسم قبيلة أمراً غريباً لندرة حدوثه ولعل السبب يعود إلى القوة المادية و الزيادة العددية التي كانت تتمتع بها قبيلة شمر في تلك الفترة ، استوطنت بعض أقسام قبيلة شمر في أجزاء مختلفة من العراق لأسباب مختلفة فكانت أقدم تلك الهجرات هجرة عام 1393م ، ولحقتها العديد من الهجرات مثل هجرات أعوام 1640م و 1690م وغيرها كتلك التي جرت في بدايات القرن الثامن عشر الميلادي ونهايته .
صاحب السنجق هو الشيخ فرحان هو فرحان بن صفوق بن فارس الحميدي الجربا و كان شيخاً على قبيلة شمر ، وأوكلت له الحكومة مهمة تسيير القوافل بشكل آمن في الجزيرة، وقامت بتجنيد خمسمائة فارس من القبيلة تتولى الحكومة دفع رواتبهم كقوة خاصة للشيخ فرحان وزيادة راتبه مقابل تعهده بالامتناع عن جمع الإتاوات من القوافل والمدن والقرى والخوة، و قام أيضاً عمر باشا الذي تولى ولاية بغداد بزيادة إضافية على فرسان الشيخ بعدد ثلاثمائة دعماً وتأييداً ، كما أولت إلى الشيخ فرحان الجربا مسؤولية حماية الخط البري بين حلب وبغداد، ومنح منحة شهرية قُدّرت بـ(ثلاثمائة قرش) ، توفي الشيخ فرحان الجربا في عام 1890م ودفن في بغداد بمقبرة معروف الكرخي .
