سبق لنا و أن بينا في مقالات سابقة أن الكويت كانت في الماضي جزءاً من إقليم البحرين ، وذلك قبل تمصير مدينة الكويت و اليوم سوف نتناول معكم وقفات مع تاريخ إقليم البحرين في عهد الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم من حيث بيان أهم الأحداث في تلك الفترة وبيان تعداد ولاة الإقليم.
برزت في بدايات عهد الخلفاء الراشدين ظهور حركة الردة ، وحولها ذكر الطبري في كتاب الرسل والملوك أن قبائل بكر و عبد القيس أجمعت على الردة وقالوا : لا نرد الملك إلى المنذر بن النعمان بن المنذر فملكوه ” ، وكذلك ارتد الحطم بن ضبيعة فمن تبعه من بكر بن وائل على الردة حتى انضم إليه ممن بقى على الوثنية ونزل القطيف وهجر وأرسل إلى الغرور بن سويد أخ النعمان بن المنذر فبعثه إلى جواثا ، ويبين البلاذري أن الجارود بن عمر بن معلي من قبيلة عبد القيس ثبت على الإسلام فتمكن من إعادة معظم القبائل المرتدة إلى الإسلام ، ويذكر أن الجارود تفقه على يد الرسول – صلى الله عليه وسلم – لذلك كان ضليعاً بأمور الدين الإسلامي ، يذكر الطبري أن أبا بكر الصديق – رضي الله عنه – سير العلاء الحضرمي إلى البحرين لمحاربة من ارتد من ربيعة حيث ألحق بهم الهزيمة و قتل الحطم بن ضبعة في حصن جواثا ، وطلب العلاء من الخليفة أبي بكر المساعدة فأرسل إليه خالد بن الوليد – رضي الله عنه – وبين د/ سالم في كتاب تاريخ الدول العربية أن خالداً والعلاء تمكنا من افتتاح الخط وابتذال من فيها من فلول ربيعة وقتل المنذر بن النعمان .
في السنة الثانية عشرة من الهجرة دارت معركة كاظمة (ذات السلاسل) على أرض الكويت ، وقد استمرت المعركة طيلة النهار وحتى الليل.
فقد تحرك الجيش العربي المسلم المكون من عشرة آلاف مقاتل بقيادة سيف الله المسلول خالد بن الوليد – رضي الله عنه – بأمر من الخليفة أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – لمحاربة الفرس الذين كان ملكهم «كسرى» أردشير، الذي كلّف أمهر قادته العسكريين “هرمز” بتجهيز قوة فارسية كبيرة بلغ تعدادها عشرين ألف مقاتل لصد تقدم المسلمين والدفاع عن منطقة النفوذ الفارسي.
سار خالد – رضي الله عنه – بجيشه من منطقة حفر بني العنبر إلى آبار حفر السيدان وثمايل المياه القريبة ، وأعد جيشه للمعركة فقسمه إلى ثلاث فرق:
المثنى بن حارثة الشيباني على رأس الفرقة الأولى.
عدي بن حاتم بن عبدالله الطائي ومعه عاصم بن عمرو التميمي على رأس الفرقة الثانية.
وتولى هو قيادة الفرقة الثالثة والجيش بأكمله.
أما الجانب الفارسي فقد نظم القائد “هرمز” جيشه على نظام الجناحين والقلب كالآتي :
الجناحان ابنا الملك أردشير .
القلب يقوده قائد الجيش هرمز.
وأمر “هرمز” جنوده بأن يربطوا أنفسهم بالسلاسل الحديدية ليقاتلوا بثبات ، وقبل أن تبدأ المعركة قام خالد محدثاً جنوده عن التضحية والفداء، وأشار في خطبته إلى أهمية الماء قائلاً: ” ليصيرنَّ الماء لأصبر الفريقين وأكرم الجندين، فحطوا أثقالكم ثم جالدوهم على الماء”
وبالفعل تحقق النصر المؤزر لجيش المسلمين ، يقول القعقاع بن عمرو التميمي:
سقى الله قتلى بالعراق مقيمة وأخرى بأثباج النجاف الكوانف
فنحن وطئنا بـ«الكواظم» هرمزاً وبالثني قرني قارن بالجوارف.
كان العلاء بن الحضرمي – رضي الله عنه – والياً على البحرين و استمر حتى عهد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – في عام 15 ه ولي عثمان بن أبي العاص على البحرين واليمامة فولى عثمان أخاه على البحرين وفق قول ابن جرير ، ولكن خليفة بن خياط يقول أن عثمان كان والياً على عمان و أضيفت له البحرين وولى أخاه الحكم والياً عليها ، ثم أعاد بن الخطاب العلاء بعد أن عزل عثمان ثم عزله و ولى قدامة بن مظعون ثم عزله و أعاد العلاء عام 17ه، إلا أنه عزله مرة أخرى وأعاد عثمان على اليمامة والبحرين ثم عزله وولى أباهريرة وعياش بن ثور على البحرين.
و في عهد عثمان بن عفان – رضي الله عنه – ولي عبد الله بن كريز القرشي على البصرة و أضاف البحرين إليه ، و في عهد علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – ولي عمر بن سلمة ثم ولى عبيد الله بن عباس عليها و على ما يليها مع اليمن .
