بقلم : جاسم الحمر
في بحر التطور التكنولوجي والرقمي واقتحامه مجالات عديدة ومتنوعة وسرعة انتشار المعلومات من خلال العديد من الوسائل والمنصات الرقمية، انتشر البث الرقمي المسمى بالبودكاست وأصبح يحظى باهتمام كبير من المتلقي وله جماهير كبيرة.
يعد «البودكاست» وسيلة لنشر المحتوى الصوتي أو الإذاعي أو المرئي، انه يختلف عن البث الإذاعي أو المحتوى المرئي المباشر الذي يحدد وقتا يلتزم به المستمع أو المشاهد، فهو مسجل ويعرض في الوقت الذي يناسبك سواء كنت في السيارة أو تمارس رياضة المشي ويصلك بسهولة على جهاز هاتفك الذكي.
«البودكاست» وسيلة للتعلم المستمر وأخذ المعلومات والاستماع للعديد من الخبرات لنماذج ناجحة في الحياة، سواء كنت مثقفا أو مهتما بمجال رياضي أو محبا لجمع الساعات أو مواكبا للتكنولوجيا أو مجال عالم السيارات والمحركات أو ريادة الأعمال وبناء مشروعك الخاص وغيرها، فإن برامج «البودكاست» باختلاف أسمائها لم تترك شيئا لم تتطرق إليه، ولكل مجال شريحة كبيرة من الجمهور.
من خلال «البودكاست» تستطيع أن تسجل حلقة لا تتجاوز 30 دقيقة، وقد تصل إلى ساعتين في «البودكاست» الحواري، وعلى سبيل المثال، لاحظ البعض في مشاهد انتخابية سابقة أن «البودكاست» السياسي شغل مساحات كبيرة منافسا الإعلام التقليدي بقوة، حيث تشعر بأن الضيف يفيد بمعلومات وتفاصيل كثيرة، مما يصنع عنصر التشويق للمشاهد.
وبما أن هذا المجال ناجح، لا بد لنا أن نشاهد الدخلاء من غير الإعلاميين والمتمرسين والمختصين في هذا الشأن، بحثا عن الشهرة والمكاسب المادية ورعايات من الشركات، لذا نتمنى تنظيم منصات «البودكاست»، وأن تخضع للرقابة والقوانين المعمول بها للإعلام الالكتروني والمنصات المرئية والمسموعة وتشترط أن تستوفي شروط الحصول على التراخيص اللازمة ومحاسبة غير المرخصين من وزارة الإعلام.
بالنهاية: الوسائل الرقمية في مجال الاعلام أصبحت لغة التواصل مع المجتمع وتنتشر بسرعة، وتلزمها كذلك تحديثات سريعة وجديدة على القوانين.
بالختام: يصادف 30 سبتمبر اليوم العالمي لـ«البودكاست»، نوجه رسالة تحية لأصحاب المحتوى الهادف والمتزن، كذلك نقترح الاحتفال بهذا اليوم من وزارة الإعلام والجهات الإعلامية المعنية وتكريم برامج «البودكاست» المميزة، وتحفيز وتشجيع الإعلام المسؤول والمحتوى الإعلامي المتميز، ودمتم بخير.
