والد الشهيد الطيار : كان سندي وظهري… وأفتخر بشهادته
بمشاعر امتزجت بين الألم على فراق سنده وابنه والعزة والفخر، بما ناله من شرف الاستشهاد على أرض وطنه الكويت التي وُلد في يومها الوطني، أكد والد شهيد الواجب النقيب محمد محمود عبدالرسول، أن عزاءه في ابنه أنه شهيد الكويت ويسأل له الأجر من الله سبحانه وأن يسكنه الفردوس الأعلى وأن يخلفه عليه بأبنائه.
وقال الوالد في حديث لـ«الراي» إن ابنه محمد هو بكر أولاده (سندي وظهري)، وانه قريب إلى قلبه، وبار به وبوالدته، ومحب للجميع، مشيراً إلى أنه متزوج ولديه ولدان، صقر 4 سنوات، وعلي سنتان.
وأضاف «كان آخر اتصاله معه صباح يوم استشهاده، كالعادة للاطمئنان عليه، وسألته إن كان لديه خفارة اليوم، فردّ أنه يستعد للذهاب للدوام، فقلت له (دير بالك على نفسك)، وكانت نفسيته حلوة كعادته، وقال لي (سلم على أمي) لأنه ساكن بالإيجار مع زوجته وأولاده، وكان يرغب أن ابني له شقة في البيت، ليسكن معنا، ولكن القدر كان أسرع من تحقيق رغبته».
وأضاف الوالد «تلقيت اتصالاً ظهر يوم استشهاد محمد، من أبناء عمته، وعندما قالوا لي إن طائرة «اف 18» سقطت أخبرتهم مباشرة: هذا ولدي، فاتصلت بمحمد، فكان جهازه مغلقاً، فقمت على الفور وارتديت ملابسي، وخرجت متوجهاً إلى قاعدة أحمد الجابر الجوية، حيث يخدم هناك. وكانت المفاجأة عند خروجي من باب البيت، وجدت نسيبي وأبناء أختي عند الباب، فعلمت أن القدر خطّ قلمه، وأن محمداً هو من كان في الطائرة التي سقطت».
وأضاف «محمد ولد في فرحة الكويت يوم العيد الوطني… عيد ميلاده 25 فبراير، وعزائي في هذا المصاب الجلل أنه شهيد، وأفتخر بأن ولدي شهيد الوطن وشهيد الواجب، وأنا هنا أعزي نفسي وأهلي وأهل الكويت وزملاءه في السلاح الذين كان لهم محباً وأخاً».
وعن حياة محمد الخاصة، أكد والده أنه «تخرّج من ثانوية عبدالله الرجيب في بيان، والتحق بدورة ضباط في الجيش الكويتي، وابتعث إلى فرنسا لدراسة الطيران، وتفوق على من معه في الدورة، كما أنه رياضي ويهوى رياضة التجديف وعاشق للطيران»، داعياً له أن يرحمه الله ويسكنه فسيح جناته.