د.محمد صاحب سلطان يكتب عن صحافة الثغرات وكشف العورات !!
(نقطةضوء) د.محمد صاحب سلطان صحافة الثغرات وكشف العورات!!؟
إطلعت خلال الأيام الماضية على مسودة كتاب،لبيان الرأي بصدد مضمونه،ألفه صديق عزيز وأكاديمي معروف،كرس لتناول قضية متفاعلة، تمثل تحدياً جديداً لمستقبل الإنسان وأدوات تواصله،والتي باتت تتقهقر شيئاً فشيئاً،وجدت من المفيد،التطرق اليها كونها تمثل الروح التي تميز عصرنا،ومن دونها يستحيل إقامة مجتمع جديد،لأنها تشكل تغييراً أساسياً في بناء شخصيته، وتتمثل بما أطلق عليه (صحافةالمواطن ) التي كثرت التسميات حولها،بعضهم سماها(صحافة التطوع)، وآخرون (صحافة الهواة) و(صحافة النقاش)أو صحافة المصدر المفتوح أو الصحافة التشاركية،إلا أن ما يجمع كل هذه التسميات،هو النشاط الصحفي الذي يقوم به المواطن والمضمون الإعلامي المبني على الرسائل الموجهة الى الجمهور،،إذ بفضل الإعلام الجديد، الذي فضح الأنظمة المتقاطعة مع تطلعات شعوبها،وإظهار وحشيتها،قد أدت الى عصر جديد من المسائلة والمسؤولية من جانب هذه الحكومات التي لم تكن موجودة من قبل ثورة المعلومات هذه،واليوم لا تستطيع أية حكومة،أن تتجاهل سلطة الإعلام في شوارعها،أو أن تسد آذانها بالكامل عن صراخ شعبها!،بيد أن الإعلام العربي، إنتقل بفضل الوسائط الإتصالية الجديدة من إعلام رأسي،من الأعلى الى الأسفل، من الحكام الى المحكومين،من الرؤساء الى المرؤسين،إنتقل الى إعلام أفقي، سمح للطبقات الشعبية،أن تعبر عن رأيها من خلال كبسة زر على لوحة مفاتيح الحاسوب أو الهاتف النقال، فتحولنا من إعلام سلطوي الى إعلام تشاركي!، فمن بين(200) دولة من مستخدمي الأنترنيت،تبين أن الموقع الشهير في الوطن العربي،هو تقنية شبابية بأمتياز،تتراوح أعمارهم ما بين 13و44 عاماً،وتؤكد آخر الإحصائيات على أن نسبة مستخدمي منصات التواصل الإجتماعي،من الشباب،تراوحت ما بين 93 -96 بالمائة،وهذا يدل على أن من يتحاور ويشارك ويتحرك في الفضاء الألكتروني هم الشباب،إذ بات من لايمتلك صفحة خاصة،وكأنه منعزل عن العالم،وهو بالفعل كذلك،حتى بتنا،نحتل الموقع الخامس في العالم!؟فضلا عن قدرتهاعلى التعبئة،وهذا ما شاهدناه منذ نهاية عام 2010 وحتى الآن،حيث رفعوا الشعارات التي تحرك روح الثورة والغضب والإحتجاج في نفوس المتظاهرين في مناطق الأزمات العربية ،وعملوا على نشر الصور والفيديوهات التي تنقل الأحداث بلحظتها وتحافظ على نبض الشارع وحماسته،وحرصوا على توحيد جمهورهم،وكشف وفضح ظواهر الفساد والمفسدين،أو أرتكاب الجرائم بحق المواطنين ولنا في أحداث سورية والعراق وتونس وليبيا ومصر واليمن خير مثال، وساعد في ذلك أيضاً،على توعية الجمهور المغترب عن وطنه ودفعه الى التظاهر أمام سفارات بلده،إحتجاجاً على ما يحدث في وطنه الأم،مما عزز روح التضامن بين المواطنين كافة،،مثلما أتاحت مواقع(الفيديو التشاركي)فرصة واسعة للمحتجين في إلتقاط زلات الإداء الفاشل لبعض المسؤولين وأهوال ردود الفعل الظالمة لأدواتهم ونقل غضب الشارع المحتج ضدها،،ختاماً أقول لمن يهمهم شأن الإعلام والحفاظ على معاييره وضوابط عمله،إن الطوفان قادم ولا بد من تهيئة سفن النجاة من خلال إعادة النظر بأدواته وسياسته وخطابه بأطر جديدة تتواءم ومتطلبات التغيير ،وإلا سنبقى كحال النعامة التي تغطي وجهها أن داهمها الخطر ،وما تبقى مكشوفا!..فمتى نتدارك تجاهلنا لما يجري،،وتلك هي المسألة؟؟