اللبنة الأساسية – بقلم : فاطمة المزيعل
الأشخاص الحقيقيون في حياتك، هم الذين يجب ألا يؤذوك أو يتلاعبوا بك أو يستغلوا طيبتك، أو يضغطوا عليك حتى لا تكون شخصا آخر، فالشخص الحقيقي في حياتك هو من يلهمك بأن تكون أفضل وأكثر سعادة وصحة، بل وإنه يساعدك لتكون «نفسك».
تقول إلين هندريكسن مؤلفة كتاب «كيف تكون نفسك؟» إن عقودا من الأبحاث وآلاف السنين من المنطق، تخبرنا أن التواصل مع الأشخاص الحقيقيين هو أحد أفضل الأشياء التي يمكننا القيام بها لصحتنا وسعادتنا.
وفي المقابل نحتاج احيانا في وقت ما إلى ان نتخذ قرار الانفصال، وان كان اتخاذ مثل هذا القرار صعبا نوعا ما، لكنه يصبح ضروريا جدا، بالأخص حين تشعر بأن علاقتك مع اولئك الاشخاص اصبحت معقدة للغاية. أو أنك تشعر بأنك تغيرت إلى الأسوأ نتيجة هذه العلاقة، فأصبحت أقل سعادة وأقل أمانا وأقل ثقة.. إلخ، او حين تكون مجبرا في تلك العلاقة على الاعتذار بشكل دائم سواء كان اعتذارا مباشرا او غير مباشر او على كل أمر تقوم به، مما يجعلك أكثر ارتباكا.
فالعلاقات لا تعني التشابه بطريقة ما يجعلنا نعتقد أننا يجب أن نكون أصدقاء فقط، لكن ما يهم في العلاقات حقا هو وجود اللبنات الأساسية بيننا، كالثقة والصدق والاحترام والتواجد من أجل بعضنا البعض.
نعم، إن الأشخاص الحقيقيين فعلا هم من يجعلونك تشعر بالثقة والتوازن والدعم المتبادل، وان كانوا مختلفون في الطباع لكن يعرفون كيف ينجحون في تقديم الدعم لك، فرصيد الدعم بينك وبينهم يذهب ويأتي ولا يتوقف عند أبدا، وهم من يسمحون لك بأن تكون على طبيعتك، أن تكون نفسك، وإذا شعرت بأنك مضطر إلى التغيير أو مضطر على إخفاء شخصيتك، فاعلم بأن الوقت قد حان لعمل علاقات أخرى صحية اكثر.
فالعلاقات الصحية هي التي تظهر أجمل ما في شخصيتك، ولا تسبب لك الإحباط، ولا تجعلك تنخرط في عادات غير صحية، وتأكد بأن ليس عليك البقاء في علاقة لمجرد التشابه فقط.
واحذر في علاقاتك من وجود الشخص الحسود والخبيث والذي يسبب لك الكثير من المشكلات ويجعل حياتك مليئة بالقلق والتوتر طوال الوقت، ولا يتحمل رؤيتك سعيدا أو ناجحا أو محبوبا، ويتمنى زوال أي نعمة تتمتع بها، ودائما ما تراه يعيش دور الضحية لأنه شخص خبيث فهو يعمل على إقناع من حوله بأنه مظلوم وأنه يتلقى الأذى بصبر وأن الآخرين هم الظالمون الذين لا يتوقفون عن إزعاجه وإيذائه، إضافة إلى الكثير من الصفات المشينة، فالشخص الخبيث غشاش ومعدوم الأخلاق والضمير وقاسي القلب، ولا يرد الإحسان بمثله أبدا، وأنت لا تحتاج أبدا إلى التعامل مع هكذا شخص، ويمكنك مباشرة قطع علاقتك به وتحمل ما سيترتب على الموضوع من ثرثرة وتشويه لصورتك بالتجاهل وعدم الرد.
وكن واثقا أنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح، خاصة عند التعامل مع هؤلاء الأشخاص، لأن المحيط الاجتماعي الذي يحيط بهم سيكشفهم في نهاية المطاف ويدركون أنك كنت على حق بقطعك العلاقة معهم، لأن الاستمرار بالعلاقة مع مثل هؤلاء الأشخاص لن يجلب إلا الوقوع بالمشكلات، ولا يوجد أحد منا مضطر إلى تقديم كل شيء، وفي المقابل إن احتاج شيئا تجد الطرف الآخر يتملص ويتهرب ولا يقدم أية مساعدة.
من اقوال الامام علي عن الصديق، قال عليه السلام: لا يكون الصديق صديقا حتى يحفظ اخاه في ثلاث: في نكبته، وغيبته، ووفاته. وقال عليه السلام: اصحبوا من يذكر احسانكم إليه وينسى اياديه عندكم.
وقال عليه السلام: لا تتخذن عدو صديقك صديقا فتعادي صديقك.