الفراغ هو الخلو من الشغل، وما أكثر أوقات الفراغ في حياتنا، حتى أننا في كثير من الأحيان نشعر بالملل من كثرة الفراغ ولا نعرف ماذا نفعل، ومع ذلك لا بد أن نضع في اعتبارنا أمرا مهماً للغاية، وهو أن الفراغ سيف ذو حدين، فقد يكون نعمة علينا أو نقمة، وهذا الأمر بأيدينا، فنحن باستطاعتنا تدارك ذاتنا وانتزاعها من الحلقة المفرغة، والخروج بها من هذه الحالة إلى حالة أفضل حتى لا تكون سلوكا معتادا وطبعا متأصلا فينا، وهنا تكمن المشكلة.
لا بد أن نستثمر أوقات فراغنا بما يعود بالنفع علينا وعلى محيطنا الأسري والاجتماعي، ولنجعل من الفراغ نعمة نستفيد منها تأسياً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ» – رواه البخاري.
فالفراغ نعمة بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعلينا تنظيم أوقاتنا، وطرد الملل من أنفسنا بكثرة ذكر الله تعالى والاستعاذة من وساوس النفس، فالإنسان السوي إذا ما شعر بالملل وضايقه الفراغ شغل نفسه وقلبه وعقله بما يطرد عنه الملل، وهو يستطيع ذلك إن أراد، فلمَ لا يستغل وقت فراغه في تصحيح أخطائه الماضية، فيحاول معالجتها والعزيمة على عدم تكرارها، ولمَ لا يزور أهله وأقاربه وأصدقاءه ويعزز روابط المحبة بينه وبينهم ويصل رحمه؟
من هنا نقول: إنه لا بد أن يكون الإنسان واعيا ومدركا لقيمة وقت الفراغ عنده، فلنستثمر أوقات فراغنا بما ينفعنا في الدنيا والآخرة، وهذا الأمر بأيدينا، إن أردنا ذلك، وعلينا أن نستفيد من الوقت طال أو قصر بإنجاز أي عمل مفيد، وكل يوم يمر يأخذ جزءا من أعمارنا، فلا نفرط في وقت الفراغ، ومن علامات سعادة المرء مراعاته أوقاته.
إن عدم ترتيب أوقاتنا مضيعة وفقدان لشيء ثمين في حياتنا، فطوبى لمن استغلوا أوقات فراغهم بما يعود بالنفع عليهم في دينهم ودنياهم، والمغبون من أضاع وقت فراغه في معصية الله تعالى، والله ولي التوفيق.
ودمتم سالمين.
