مرض السكري – بقلم : د. هند الشومر
يحتفل العالم في 14 نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للسكري بهدف رفع مستوى الوعي حول تأثير هذا المرض على المجتمع وطرق الوقاية منه، وتشجيع التشخيص المبكر، ودعم المتضررين، وتسليط الضوء على التحديات الصحية الكبيرة التي يمثلها هذا المرض على مستوى العالم.
وتم اختيار هذا اليوم من قبل الاتحاد الدولي للسكر ومنظمة الصحة العالمية إحياء لذكرى ميلاد السير فريدريك بانتينغ الذي شارك في اكتشاف مادة الأنسولين مع تشالز بيست عام 1922، علما بأن الأنسولين هو المادة الضرورية لبقاء الكثيرين من مرضى السكر على قيد الحياة، والشعار الخاص بهذا اليوم هو «معلومتك اليوم حصانتك لبكره» لتشجيع التشخيص المبكر والوقاية من المرض أو تأخير ظهوره من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام.
وقد عرف مرض السكري منذ القدم عندما لاحظ الطبيب الإغريقي أريتاروس في أوائل عام 200 قبل الميلاد أن بعض المرضى ظهرت عليهم أعراض غريبة ككثرة التبول والعطش الشديد، وبعدها في عام 1675 أضاف العالم توماس ويليس كلمة «ملليتوس» وتعني باللاتينية «الحلو كالعسل» بعد ملاحظة أن دم وبول مرضى السكري له مذاق حلو، فأصبحت تسمية هذا المرض diabetes mellitus.
ولا يعرف حتى الآن السبب الدقيق للإصابة بغالبية أنواع داء السكري، حيث يتراكم السكر في مجرى الدم في جميع الحالات بسبب عدم إفراز البنكرياس كمية كافية من الأنسولين. وينصح مرضى السكري بتجنب التدخين والإجهاد العاطفي مثل الحزن أو الاكتئاب أو العصبية وضغوط العمل وكذلك بضرورة تناول الماء بكميات كافية.
وقد تظهر مضاعفات داء السكري في أي وقت بعد الإصابة به، وهذه المضاعفات يعتمد ظهورها على مدة الإصابة ومدى التحكم في مستويات السكر في الدم ووجود عوامل أخرى مثل التدخين ومشاكل القلب أو الأوعية الدموية ودرجة العناية بالصحة العامة، لذلك يجب على مريض السكر متابعة الطبيب المعالج لفحص العين والأطراف لتجنب فقدان البصر أو الإصابة بـ «الغرغرينا» وبتر الأطراف السفلى أو الفشل الكلوي والنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وقد يصاب المريض بالضعف الجنسي بعد مضي فترة من الإصابة.
وتشـير التقديرات إلى أن حوالي 537 مليون شخص مصابون بمرض السكري في العالم، وبحلول 2045 سيرتفع هذا العدد إلى حوالي 783 مليون مصاب، ولا يحصل ملايين الأشخاص المصابين على رعاية مرض السكري في العالم، وقد تسبب المرض بوفاة 7.6 ملايين شخص في عام 2021.
ويمكن علاج داء السكري وتجنب عواقبه أو تأخير ظهورها باتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني وتناول الأدوية بانتظام وإجراء الفحوصات المنتظمة وعلاج المضاعفات، لذلك فإن جمعية القلب الكويتية من خلال وحدتها المتنقلة تقوم بفحص الجميع للتأكد من مستويات السكر بالدم للكشف المبكر للإصابة وتزويد المصابين بالنصائح المهمة لتجنب المضاعفات.